ينطلق الناس في جميع أنحاء الهند للسفر جواً بعد شهورٍ من البقاء عالقين في منازلهم خلال موجة مرض كوفيد -19 المميتة، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على وقود الطائرات، وهو المنتج النفطي الأكثر تضرراً من الجائحة المستمرة.
توافد الهنود على المواقع السياحية في جميع أنحاء البلاد من شواطئ "غوا" على الساحل الغربي إلى الشمال الجبلي على متن طائرات وبالسيارات بعد تخفيف القيود.
قال سوبهاش غويال، رئيس شركة "اس تي أي سي ترافيل" - أحد أكبر وكلاء السفر في الهند - إن السفر الجوي ارتفع بطريقة حادة، وإنه يقدر أن الرحلات الداخلية هذا الشهر ستبلغ حوالي 75% من مستويات ما قبل تفشي الفيروس.
جرى ترجمة ذلك إلى أكبر زيادة شهرية في مبيعات وقود الطائرات في فترة تمتد لأكثر من عام، وفقاً للبيانات الأولية للنصف الأول من شهر أغسطس، على الرغم من أن المبيعات لا تزال أقل بنسبة 45% عن نفس الفترة من عام 2019.
نقطة مضيئة
أثبتت الهند أنها نقطة مضيئة للطلب على وقود الطائرات، بعد أن أوقف متحور "دلتا" سريع الانتشار، تعافي سوق السفر الجوي بداية من الولايات المتحدة إلى الصين. ومع ذلك قد يكون الانتعاش سريعاً مع تحذير الحكومة من زيادة في الإصابات في وقتٍ مبكر من شهر أكتوبر المقبل إذا لم تتسارع معدلات التلقيح.
قال سوروجيت داسغوبتا، 46 سنة، الذي قام بجولة عائلية سريعة منذ الشهر الماضي إلى أماكن من بينها "غوا": "فاتتني إجازة مدفوعة الأجر إلى المكسيك بسبب حظر السفر الدولي". تابع: "كان ذلك محبطاً وقررت تعويض الخسارة بالسفر إلى الأماكن المحلية حيثما كان ذلك مسموحاً به قبل أن تعيدنا موجة أخرى إلى منازلنا".
بدأت شركات الطيران تشهد زيادة في الطلب الشهر الماضي. سافر أكثر من 5 ملايين مسافر عبر رحلات داخلية في شهر يوليو الماضي، بزيادة 61% عن شهر يونيو، وفقا للمديرية العامة للطيران المدني.
ويتوقع غويال رئيس مجلس إدارة شركة "اس تي أي سي" أن يكون شهر أغسطس الحالي أفضل بكثير لقطاع السفر الجوي لجميع أنحاء الهند.
ارتفاع المبيعات
ارتفعت مبيعات وقود الطائرات خلال الفترة من 1 إلى 15 أغسطس بنسبة 25% عن الشهر السابق إلى حوالي 165.6 ألف طن، وكانت أعلى بنسبة 48% عن نفس الفترة من عام 2020، وفقاً للأرقام الصادرة في وقتٍ سابق من هذا الشهر من المسؤولين المطلعين على البيانات. ومع ذلك، هناك شركة تكرير واحدة على الأقل تتخذ نهجاً حذراً تجاه توقعات وقود الطائرات.
قال موكيش كومار سورانا، رئيس شركة "هندوستان بتروليوم كورب" التي تديرها الدولة: "نحتاج إلى مراقبة كيف تسير الأمور لمدة شهر أو شهرين قبل أي تقدير حول مستوى الطلب". أضاف: "ما لم تكن هناك موجة ثالثة شديدة الخطورة، فلا ينبغي أن يكون هناك قلق".
