أدى النزاع الداخلي بين "أوبك+" إلى حرمان سوق النفط من الإمدادات الإضافية ودفع النفط الخام إلى أعلى مستوى في ست سنوات في نيويورك.
من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان إلغاء اجتماع "أوبك+" يوم الاثنين يمكن أن يتصاعد إلى صراع بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ويصل لمرحلة تدمير السوق مثل حرب الأسعار في العام الماضي.
فيما يلي بعض الأحداث الرئيسية التي يمكن أن تحدد مسار الأزمة في الأيام المقبلة:
تحركات الأسعار
يشير المنتجون في الشرق الأوسط تقليديا إلى نيتهم بيع كميات أكبر أو أصغر من النفط الخام من خلال أسعارهم الشهرية، ويشير رفع الأسعار إلى انخفاض إمدادات النفط، بينما يؤدي خفض سعر البراميل عادةً إلى حث المشترين على طلب المزيد.
رفعت المملكة العربية السعودية أسعار البيع الرسمية لشهر أغسطس للنفط الخام في سوقها الرئيسي في آسيا يوم الثلاثاء، مما يشير إلى أن المملكة تتوقع أن يكون التوازن بين العرض والطلب أكثر إحكاما، كما تتوقع إذا لم يتمكن أعضاء "أوبك+" من إنقاذ صفقاتهم والإنتاج بعد ذلك. يتم الاحتفاظ بالإنتاج الشهري عند المستويات الحالية.
إن أيادي الإمارات مقيدة بالأسعار، لأن تكلفة خام مربان الرئيسي يتم تحديدها من خلال التداول في بورصة بدأت هذا العام، وسيتكلف برميل واحد من مربان 72.34 دولار في أغسطس.
فتح الصنابير
تظل حدود إنتاج "أوبك+" الحالية سارية - طالما استمر أعضاء المجموعة في احترامها. إذا قررت المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة التحرر من حصصهما وفتح صمامات الإمداد، فيمكن لكل منهما إضافة مليون برميل على الأقل يوميا إلى السوق، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار.
تشير الزيادة في أسعار البيع الرسمية في المملكة العربية السعودية لشهر أغسطس إلى أن المملكة لا تفكر في مثل هذه الخطوة الجريئة. وستظهر إشارة أخرى في غضون أيام قليلة، عندما تخبر المملكة عملاءها بكمية الخام التي سيحصلون عليها الشهر المقبل.
أخبرت أبو ظبي المشترين قبل اجتماع "أوبك+" أنهم سيحصلون على كميات خام من مربان أقل مما طلبوه في أغسطس.
ضغط خارجي
لعب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب دورًا كبيرا في إنهاء حرب الأسعار العام الماضي بين المملكة العربية السعودية وروسيا، حيث أقنع البلدين علنًا بالعودة إلى طاولة المفاوضات وساعد في فتح المحادثات عندما اعترضت المكسيك على شروط الصفقة.
اتخذ الشاغل الحالي للمكتب البيضاوي نهجا أكثر تقليدية من تدخل ترمب المباشر، لكنه سارع مع ذلك إلى إظهار مراقبته للأحداث عن كثب. لقد انخرطت إدارة الرئيس جو بايدن مع العواصم ذات الصلة للحث على حل وسط. وقال المتحدث يوم الاثنين إن الحل الذي سيسمح بزيادة الإنتاج المقترحة لابد أن يمضي قدما.
مع ارتفاع العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى أعلى مستوى في ست سنوات دون 77 دولارًا للبرميل يوم الثلاثاء، سيظهر المزيد من الدلائل على الضغط الأمريكي على أوبك + للعمل معا.
دبلوماسية هادئة
لم يستسلم الأعضاء الآخرون في تحالف "أوبك+" للخلافات، وقال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار يوم الاثنين إنه يأمل في "مشاهدة موعد" خلال الأيام العشرة المقبلة لاجتماع آخر. ولا يزال يتعين على المجموعة أن تتحد بصفقة ترضي الجميع.
بينما روسيا هي الدولة التي لديها الحافز الأكبر لإعادة حلفائها إلى طاولة المفاوضات وواحدة من أقوى أعضاء التحالف، تحرص شركاتها على زيادة الإنتاج في أغسطس، ولكنها تحتاج إلى إشعار لعدة أسابيع للقيام بذلك. ويعد ارتفاع أسعار البنزين محلياً قضية ذات أهمية متزايدة قبل الانتخابات البرلمانية في سبتمبر.
كان فشل موسكو في تأمين زيادة الإنتاج المطلوبة انتكاسة نادرة لنائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، أحد مهندسي بناء تحالف أوبك+، ولم يعلق بعد إلغاء اجتماع يوم الاثنين، لذا يترقب البعض إشارات بأنه ما زال يعمل لإنقاذ شيء ما.
خلافات علنية
أصبح الانقسام بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شخصيا وعاما بشكل غير عادي، فقد تم حل الخلافات السابقة بين البلدين خلف أبواب مغلقة، لكن هذه المرة كان وزيرا الطاقة في البلدين يتواصلان من خلال مقابلات تلفزيونية متنافسة.
ولكن إذا استمر الخلاف في الظهور على مرأى ومسمع من العالم، فقد يكون ذلك علامة على مزيد من التصعيد.
وبالنسبة إلى نيل كويليام، الزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، فإنه "يمكننا أن نتوقع أن تسوء الأمور قبل أن تتحسن. وهذا يعني أن الإمارات تثير شبح مغادرة أوبك ما لم يتم استيفاء الحد الأدنى من متطلباتها".