كشفت شركة "ريبسول" النفطية الإسبانية النقاب عن خططها للتحوُّل نحو مستقبل أكثر اخضراراً، إذ تعتزم وقف البحث عن النفط، وتوسيع قدرتها في البحث عن مصادر الطاقة المتجددة خمسة أضعاف خلال العقد المقبل.
وتستهدف "ريبسول"، أول شركة نفطية كبرى تستهدف الوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر قبل عام، خفض العمالة لديها، إذ ستعيد التركيز على إنتاج النفط عالي القيمة في عدد أقل من البلدان.
وسيتمُّ توجيه التدفُّق النقدي من الأعمال البترولية لشركة "ريبسول" لتوسيع قدرات الطاقة المتجددة إلى 15 جيجاوات - بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مقابل 2.95 غيغاوات حالياً.
مسار متعدد الطاقة
وقالت الشركة في خطَّتها الاستراتيجية التي نشرتها الخميس: "بحلول عام 2030، ستكون "ريبسول" شركة متجددة، وأكثر استدامة، وأكثر تركيزاً.. وتستند الاستراتيجية إلى مسارٍ متعدد الطاقة، يجمع بين جميع تقنيات خفض انبعاثات الكربون".
وكان قرار "ريبسول" في ديسمبر الماضي بتخفيض قيمة أصولها النفطية بمقدار 4.8 مليار يورو (5.7 مليار دولار)، ووعدها بالقضاء على صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من عملياتها بحلول عام 2050، بمثابة الخطوة الأولى في إحداث تحوُّل كبير في صناعة النفط.
وقد حذت الشركات المنافسة الأوروبية الأكبر حجماً، بما في ذلك " توتال"، و "رويال داتش شل"، و "BP" حذو الشركة الإسبانية، أو ذهبت إلى أبعد من ذلك بتقديم تعهدات بشأن مصادر الطاقة الخضراء، على الرغم من أنَّ الشركات الأمريكية الكبرى، لا تزال ملتزمة بالوقود الأحفوري.
وتتضمَّن استراتيجية "ريبسول" الجديدة أيضاً هدفاً جوهرياً لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يميِّزها عن الشركات الأخرى المنتجة للنفط.
وتقول معظم الشركات، إنَّ هذا الوقود، لم يعد فعالاً من جهة التكلفة.
وتسعى "ريبسول" للتماشي مع هدف الحكومة الإسبانية المتمثِّل في تحويل البلاد إلى مركز أوروبي رئيسي لشحنات الهيدروجين، وتهدف الشركة إلى إنتاج أكثر من 1.2 غيغاوات في عام 2030.
وقالت الشركة الإسبانية، إنَّها تخطط لاستخدام ثلاثة أنواع من التكنولوجيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر: التحليل الكهربائي- استخدام الكهرباء المتجددة لإنتاج الهيدروجين من الماء - الميثان الحيوي في أجهزة الإصلاح البخارية، التي تستخرج الهيدروجين من الغاز المنتج من المصادر البيولوجية، والتحليل الكهروضوئي، إذ تستخدم أشعة الشمس لاستخراج الهيدروجين من الماء. وانخفض سعر سهم "ريبسول" بنسبة 40% هذا العام.
توزيع الأرباح
وضعت الشركة الإسبانية سياسة توزيع أرباح جديدة، وتحويل جميع المدفوعات إلى النقد، ولم تعد تقدِّم أسهماً مجانية.
وقالت "ريبسول"، إنَّها لا تخطط لزيادة الديون في السنوات الخمس المقبلة، وتستهدف أن تزيد الأرباح قبل الفوائد، والضرائب، والإهلاك، والاستهلاك، عن 8.2 مليار يورو مع حلول عام 2025.
وأوضح رئيس مجلس إدارة "ريبسول" أنطونيو بروفا عزمَه بناء شركة نفط، تتبنَّى إنتاج طاقة أكثر نظافة، وذلك منذ العام 2016.
يشار إلى أنَّ الأمور المركزية في استراتيجية "بروفار" المنحدر من إقليم "كتالونيا"، تؤكِّد على أن تصبح "ريبسول" "شركة طاقة" شاملة بدلاً من منتجة للنفط. وفي الشهر الماضي، قال الرئيس التنفيذي "جوزو جون إيماز" للشركة الإسبانية، إنَّه يعمل بالفعل على تطوير مشاريع متجددة أكثر من البحث عن النفط.