قالت سارة فاخشوري، رئيسة شركة "إس في بي إنيرجي"، إن إيران ستواصل المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي أثناء انتقالها إلى حكومة جديدة، لكن وصول رجل دين محافظ لسدة الحكم يخفض توقعات العودة السريعة لنفط البلاد إلى الأسواق.
اختار الناخبون إبراهيم رئيسي، الذي يُنظر إليه على أنه المرشح الأكثر تشددًا، ليصبح الرئيس المقبل لإيران بعد إجراء الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة. من المقرر تنصيب رئيسي رسمياً في أغسطس المقبل على أن يستمر حسن روحاني خلال تلك الفترة الانتقالية، وهو الذي توصلت إدارته إلى الاتفاق النووي متعدد الأطراف في عام 2015.
استطاع روحاني تخفيف العقوبات على الاقتصاد الإيراني بعد توقيع تلك الاتفاقية، وسمحت بمبيعات أكبر للنفط مقابل قيود على البرنامج النووي للبلاد، حتى أعلن الرئيس دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 وشدد العقوبات مرة أخرى على إيران.
قالت فخشوري في منتدى يومي للطاقة ترعاه شركة غلف إنتليجنس للاستشارات، ومقرها دبي، إن أسعار النفط قفزت إلى أكثر من 70 دولارًا للبرميل هذا الشهر مع تحسن توقعات الطلب للنصف الثاني، والتصور بأن المزيد من البراميل الإيرانية لن تعود حتى الشهور الأخيرة من العام.
وأضافت أن ارتفاع الطلب واستمرار قيود الإنتاج من قبل "أوبك+" ومنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة يعني أن الأسواق ستعاني من نقص يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام.
التوقيت المحتمل لعودة نفط إيران
وعن التوقيت المحتمل لبدء عودة صادرات الخام من الجمهورية الإسلامية وتأثيره على الأسواق قالت فاخشوري: "إن عودة النفط الإيراني إلى السوق سيمتصه الطلب إذا حدث خلال النصف الثاني أو الربع الأخير من عام 2021".
وأضافت فاخشوري أن "انتخاب رئيس متشدد يخفض توقع عودة سريعة للنفط الإيراني إلى السوق"، وهو ما كان يمكن أن يحدث بسرعة أكبر إذا تم الاتفاق على رفع العقوبات قبل وصول رئيسي للحكم.
تعرضت أسعار النفط لضغوط في وقت سابق من هذا العام بسبب مخاوف من أن إحياء سريعا للاتفاق النووي قد يعيد تدفق البراميل الإيرانية إلى السوق.
السحب من المخزونات
مع استمرار المحادثات، وما زالت مبيعات إيران محدودة، وحالياً يشتري التجار النفط من المخزونات لتلبية الطلب، حيث يؤدي انكماش المخزونات إلى دعم الأسعار.
خفضت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" التي تضم إيران وكذلك شركاء مثل روسيا الإنتاج لتعويض انخفاض الطلب بسبب جائحة فيروس كورونا. ومع ذلك، فإن استخدام النفط آخذ في التعافي، ويقترب من مستويات ما قبل الجائحة. وبحسب اتفاق أوبك+ تم إعفاء إيران من أي تخفيضات في الإنتاج لأن إنتاجها لا يزال مقيدًا بسبب العقوبات الأمريكية.
وقالت فاخشوري إنه من غير المرجح أن تسعى الشركات الأمريكية والأوروبية للحصول على عقود طويلة الأجل والعمل في صناعة النفط الإيرانية حيث من المرجح أن تظل حالة عدم اليقين حول العقوبات، وهو ما يعني أن الإدارة الإيرانية الجديدة ستفضل على الأرجح استمرار مبيعات النفط للصين مقابل الاستثمار.
قال وزير النفط بيغان زنغنه في بيان يوم الأحد، إن العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الإيراني أفقدت البلاد أكثر من 100 مليار دولار من العائدات.