خاض وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان حرباً كلامية مع مضاربين نفطيين، خلال العام الماضي. والآن ، ينقل رسالته إلى قلب وول ستريت.
من المقرر أن يتحدث الأمير عبد العزيز في 16 يونيو في مؤتمر روبن هود للمستثمرين، وهو حدث فخم يجمع شخصيات بارزة في صناعة صناديق التحوط الأمريكية مثل بول تيودور جونز وراي داليو وستانلي دروكنميلر، ونجوم صاعدة مثل كاثي وود.
كافح وزير النفط السعودي لإبقاء البائعين على المكشوف بلا حيلة لأكثر من عام، حيث حذر بكل وضوح المضاربين في سبتمبر من المراهنة ضده، ومؤخراً انتقد الرأي القائل بأن العالم يجب أن يتوقف عن الاستثمار في النفط لحماية المناخ.
وقال بعد اجتماع "أوبك+" في 17 سبتمبر: "أريد أن يكون الرجال في قاعات التداول متقلبين قدر الإمكان. سوف أتأكد من أن كل من يقامر في هذه السوق سيعاني بشدة".
بينما تحدث الوزراء السعوديون السابقون على انفراد مع صناديق التحوط للسلع، فإن مؤتمر روبن هود -الذي يعقد خلف الأبواب المغلقة- يرفع العلاقة إلى مستوى أعلى. شهد الحدث اكتساب العديد من اتجاهات الاستثمار زخماً. وكان العديد من هذه الأفكار يتعارض مع مصالح المملكة العربية السعودية، في السنوات الأخيرة.
في عام 2019، على سبيل المثال، ناقش المستثمرون تغير المناخ مطولاً، و"لماذا ستتقادم الطاقة والنقل بحلول عام 2030". قبل ذلك بسنة، كانت شركة تصنيع السيارات الكهربائية "تسلا" مركز الاهتمام.
تكملة فيلم "لا لا لاند"
بالنسبة للأمير عبد العزيز، سيكون المؤتمر فرصة للحديث عن الاتجاهات طويلة الأجل في مجال الطاقة، بعد أسابيع فقط من نشرِ وكالة الطاقة الدولية خريطة طريق مثيرة للجدل لخفض الانبعاثات، وحثِّها على إنهاء الاستثمارات الجديدة في النفط والغاز. رفضت المملكة التقرير، واصفة إياه بأنه تكملة لفيلم "لا لا لاند" الكوميدي والرومانسي لعام 2016 الذي تفرقت شخصياته الرئيسية في أرقام الأغاني والرقص.
عندما سئل عن خريطة الطريق في مؤتمر صحفي لـ"أوبك+" في وقت سابق من هذا الشهر، قال الأمير عبد العزيز "لماذا يجب أن آخذ الأمر على محمل الجد؟"
وبدلاً من التوقف عن الاستثمار، تخطط الرياض فعلياً لزيادة الطاقة الإنتاجية لشركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة إلى 13 مليون برميل يومياً من 12 مليوناً، وألمح الوزير إلى أنها قد ترفع الإنتاج أكثر من ذلك.
ستسلط نسخة 2021 من مؤتمر "روبن هود" الضوء أيضاً على المواد الخام الأخرى. ولأول مرة منذ خمس سنوات على الأقل، سيضم التجمع لجنة حول الاستثمار في السلع، في إشارة إلى أن ارتفاع أسعار كل شيء من الخشب إلى الفحم قد جذب انتباه وول ستريت.