تمر مصافي التكرير الآسيوية بمرحلة من المعاناة، بفترة قد تكون وجيزة من الأرباح الضعيفة، حيث تتزامن عودة كوفيد-19 التي تقلل الطلب في جميع أنحاء المنطقة مع زيادة محتملة في صادرات المنتجات النفطية من إيران.
يقلل تفشي الفيروس في الهند ودول أخرى باستثناء الصين من استهلاك منتجات، مثل البنزين ووقود الطائرات، مما يضغط على هوامش أرباح المصافي. كما تستعد الأسواق لاحتمال زيادة إمدادات المنتجات النفطية الإيرانية إلى آسيا في حال إحياء الاتفاق النووي.
أدت تلك العوامل إلى انخفاض هوامش أرباح مصافي التكرير في سنغافورة، الوكيل لآسيا، من 1.65 دولار للبرميل في نهاية أبريل إلى 3 سنتات في منتصف مايو.
في حين أن ما يحدث من تراجع لهوامش أرباح المصافي، يمثل أيضاً تعافياً من القاع الذي هبطت إليه بسبب الوباء، ومن المتوقع أن تستأنف مساراً تصاعدياً اعتباراً من الربع الثالث، مع تسارع معدلات التطعيم من كورونا، التي تدعم من الطلب على مشتقات النفط.
محو المكاسب
انخفض متوسط الربح من تحويل النفط الخام إلى بنزين في آسيا - ما يسمى هامش التكسير، في مايو على أساس شهري، مما أدى إلى محو مكاسب استمرت ثلاثة أشهر.
في جميع أنحاء المنطقة، أدت القيود المفروضة بما في ذلك ماليزيا وفيتنام واليابان إلى تقليص الطلب على وقود النقل، حيث ترى شركة الاستشارات النفطية " إف جي إي" (FGE) أن استهلاك البنزين في الهند "أكبر حجر عثرة أمام تعافي الطلب في آسيا"، مع انخفاضٍ بنسبة 20% في الربع الثاني من 2021، على أساس فصلي.
قال نيلاكانتا بيلاي فيجاياغوبال، المدير المالي في "بهارات بتروليوم كورب" (Bharat Petroleum Corp)، ثاني أكبر شركة لبيع الوقود بالتجزئة في الهند، إن "التصدير ليس خياراً جذاباً للغاية".
تواجه مصافي التكرير في جميع أنحاء البلاد متاعب مزدوجة ناجمة عن ضعف الأسواق الإقليمية وانخفاض الاستهلاك المحلي،ً مما يدفعها إلى تنحية الخطط السابقة للحفاظ على معدلات التشغيل وتقليل العمليات بدلا من ذلك.
بلغت هوامش مجمع سنغافورة لتكرير النفط 80 سنتاً للبرميل، يوم الجمعة، وسجل متوسطها 71 سنتاً في مايو، مقابل 2.41 دولار في نفس الفترة من عام 2019، قبل انتشار الوباء.
بلغت أرباح تحويل النفط الخام إلى بنزين في آسيا 7.89 دولاراً يوم الاثنين وبلغ متوسطها 8.47 دولاراً في مايو.
تدفقات إيران المرتقبة
يتوقع معظم المراقبين تدفق النفط الخام في حال تجديد الاتفاق النووي مع إيران، لكن احتمال زيادة تدفق زيت الوقود - المستخدم لتشغيل السفن وتوليد الكهرباء في بعض البلدان – الأمر الذي يثير المخاوف بالنسبة لمصافي التكرير الآسيوية، لا سيما الصين، التي تعزز إنتاج الوقود الثقيل.
انخفضت هوامش زيت الوقود منخفض الكبريت إلى أقل من 10 دولارات للبرميل، في منتصف شهر مايو للمرة الأولى منذ ديسمبر 2020، متراجعة من أعلى مستوى بلغ حوالي 16 دولاراً في نهاية فبراير.
بلغ هامش التكسير في مايو أيضاً أدنى متوسط في خمسة أشهر. انخفضت هوامش زيت الوقود عالي الكبريت إلى مستوى منخفض (- 8.80) دولاراً في مايو ، من (- 3.71) دولاراً في أبريل.
أثبت الطلب على الديزل، ولا سيما من الصين، أنه النقطة المضيئة، وقد وفر دعماً للهوامش الإجمالية.
بلغ الاستهلاك في آسيا خلال الربع الأول من العام الجاري نحو 9.4 مليون برميل يومياً، أو حوالي 98% من مستويات عام 2019، ومن المتوقع أن يرتفع خلال الربع الثاني، وفقاً لـ"يووي باي"، المستشارة في "ودد ماكنزي ليمتد" (Wood Mackenzie Ltd).
انخفضت مخزونات سنغافورة من نواتج التقطير المتوسطة - وهي فئة تشمل الديزل - خلال الأسبوع المنتهي في 26 مايو إلى أدنى مستوى منذ أبريل 2020.
قد تؤدي قيود كوفيد-19، وعودة المصافي بعد الصيانة الموسمية إلى ارتفاع المخزونات الآسيوية، لكن هامش التكسير الإقليمي بالنسبة للديزل يمكن أن يزيد ما بين 3 و4 دولارات للبرميل، إلى ما يصل إلى 10 دولارات بحلول ديسمبر 2021، وفقاً لـ"ماكنزي وود".
قال جرايسون ليم، كبير محللي سوق النفط في "إف جي إي":"مع استقرار وضع كوفيد-19 في آسيا وتخفيف القيود، يجب أن يتحسن هامش التكسير لوقود النقل لكلا من هوامش التكرير البسيطة والمعقدة خلال الربع الثالث".