تحولت بوصلة ناقلات النفط التي كانت تنقل الخام من الموانئ الغربية في روسيا إلى الموانئ الشرقية لخدمة مسار رئيسي لتصدير النفط إلى الصين، وذلك بضغط من العقوبات الأميركية الجديدة.
تُعد التكلفة المرتفعة من بين الأسباب المحتملة لهذا الإجراء، حيث زادت تكاليف شحن خام إسبو من ميناء كوزمينو الروسي إلى الصين أكثر من 3 أضعاف بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الناقلات التي تستخدم هذا المسار. ومعظم هذه السفن المستخدمة في التجارة من نوع "أفراماكس" (Aframax)، التي تبلغ سعتها حوالي 750 ألف برميل.
بدأت سفينتان على الأقل، تملكهما شركتان مسجلتان في هونغ كونغ، استخدام الطريق، بحسب بيانات تتبع السفن التي جمعتها "بلومبرغ"، ولم يتضح ما إذا كانت الشركتان مملوكتين لمواطنين روس أم لا.
اقرأ المزيد: لماذا تفرض إدارة بايدن عقوبات جديدة أكثر صرامة على روسيا؟
قالت إيما لي، المحللة الأولى لدى شركة "فورتيكسا" (Vortexa)، إن تغيير المسار يُعد إشارة على تفضيل الموردين الروس لطرق الشرق الأقصى.
العقوبات تعرقل شحنات النفط الروسي
فرضت إدارة بايدن المنتهية ولايتها عقوبات صارمة على قطاع النفط الروسي في وقت سابق من هذا الشهر، واستهدفت هذه القيود شركات التأمين وتجاراً وحوالي 70% من السفن التي تعمل بميناء كوزمينو. وهدد ذلك صادرات بنحو 900 ألف برميل يومياً من خام إسبو، وأعطى فرصة لمشغلي السفن الأخرى.
حملت الناقلة "جينجيانغ إكسبرينس" نحو 770 ألف برميل من ميناء كوزمينو في 18 يناير، ويُتوقع أن تصل ميناء تيانجين شرقي الصين هذا الأسبوع، بحسب بيانات تتبع السفن.
وسبق أن نقلت هذه السفينة من نوع "أفراماكس" ًشحنات خام أورال من موانئ في غرب روسيا، وخامات نفط أخرى من الشرق الأوسط.
اقرأ المزيد: انخفاض مفاجئ في صادرات النفط الروسية من ميناء البلطيق الرئيسي
كانت أحدث شحنة حملتها الناقلة "مايني" بميناء كوزمينو في 13 يناير، وأفرغتها بميناء دونغ ينغ في مقاطعة شاندونغ شرقي الصين. وبدأت السفينة من نوع "أفراماكس" في نقل النفط الروسي من الموانئ الواقعة غرب البلاد بشكل حصري منذ عامين، ولم تقم بأول رحلة من كوزمينو إلا في أواخر ديسمبر.
وخلال الأسبوع الماضي، بدا أن السفينة "بيلفا" -التي لم يسبق لها نقل شحنات النفط الروسي- تتجه إلى كوزمينو دون حمولة، بحسب وسطاء الشحن وبيانات تتبع السفن. وغيرت الناقلة مسارها في المحيط الهندي وتبحر الآن عبر مضيق ملقا.
جدير بالذكر أن الناقلتين "جيجيانغ إكسبريس" و"مايني" مملوكتان لشركتي "دايو إنرجي هولدينغز" (Dayu Energy Holdings)، و"رونغ يو شيبينغ" (Rong Yu Shipping) على التوالي، ويقع مقرا الشركتين في هونغ كونغ. أما "بيلفا"، فمملوكة لشركة "تيكا شيبينغ" (Tika Shipping) ومقرها سيشيل، بحسب قاعدة بيانات الشحن البحري "إكواسيس". ولا يوجد لأي من هذه الشركات وجود أو موقع على الإنترنت.