تواجه أسواق النفط العالمية فائضاً أقل من المتوقع هذا العام بسبب زيادة الطلب، وظهور مخاطر جديدة على الإمدادات، وفقاً لما ذكرته وكالة الطاقة الدولية.
قالت الوكالة، التي تعمل كجهة استشارية للاقتصادات الكبرى، في تقريرها الشهري الصادر اليوم الأربعاء، إن المخزونات العالمية ستزيد بمقدار 725 ألف برميل يومياً في عام 2025 فقط، بدلاً من 950 ألف برميل يومياً المتوقعة سابقاً. كما رفعت بشكل طفيف تقديراتها لاستهلاك النفط العالمي لعامي 2024 و2025.
وأضافت الوكالة الواقع مقرها في باريس: "ساد الطقس البارد بشكل ملحوظ خلال ديسمبر في كندا والمناطق الشمالية والوسطى من الولايات المتحدة، كما ارتفعت الأسعار مع تحسب المتداولين لوجود مخاطر متعددة على الإمدادات".
عقوبات بايدن على النفط الروسي
عقوبات جديدة شاملة أعلنتها إدارة بايدن الأسبوع الماضي قد "تعطل بشكل كبير إمدادات النفط الروسي وسلاسل التوزيع"، وفقاً للتقرير. كما قد يتم تقليص صادرات إيران إذا نفّذت الإدارة المقبلة برئاسة ترمب توعدها باتخاذ موقف أكثر صرامة، بحسب ما ذكرت وكالة الطاقة.
من المبكر للغاية تحديد حجم الخسائر المحتملة بدقة، لكن إذا كانت كبيرة بما فيه الكفاية، ربما تتيح الفرصة لدول تحالف "أوبك+" لتنفيذ خطط زيادة الإنتاج، وفقاً للوكالة.
قالت توريل بوسوني، رئيسة قسم صناعة وأسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية، في مقابلة مع "بلومبرغ" إنه "مع تعرض الإمدادات الروسية والإيرانية لخطر الانقطاع، قد يكون هناك مجال أمام أوبك لتخفيف التخفيضات كما أشارت إلى أنهم يعتزمون القيام بذلك في 2025".
دفعت مخاطر الإمدادات وبرودة الشتاء أسعار النفط الخام إلى الارتفاع مع بداية العام، ما رفع العقود المستقبلية لخام برنت إلى أعلى مستوى لها في خمسة أشهر متجاوزة مستوى 81 دولاراً للبرميل يوم الاثنين.
أشارت الوكالة إلى أن البرد القارس قد يؤثر على الإنتاج في أميركا الشمالية، ويستنزف المخزونات المنخفضة بالفعل في مركز تخزين كوشينغ بولاية أوكلاهوما الأميركية. وذكرت أن مخزونات النفط في الدول المتقدمة وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ أغسطس 2022.
رفع تقديرات الاستهلاك العالمي
رفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها للاستهلاك العالمي لعامي 2024 و2025 بمقدار 100 ألف برميل يومياً. وسيشهد نمو الطلب نمواً بوتيرة متسارعة قليلاً ليصل إلى 1.05 مليون برميل يومياً هذا العام "مع تحسن التوقعات الاقتصادية بشكل طفيف"، ما يرفع المتوسط إلى 104 ملايين برميل يومياً.
مع ذلك، سيُعوض التوسع المحدود في الطلب نمو الإمدادات القادمة من خارج تحالف "أوبك+"، إذ ستزداد الإمدادات بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً هذا العام، بالمعدل نفسه في عام 2024، بفضل منتجين في الأميركتين، مثل الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيانا والأرجنتين.
وقد يكون الفائض العالمي في الإمدادات هذا العام أكبر من المتوقع إذا مضى "أوبك+" قدماً في خططه المؤجلة لاستعادة الإنتاج المتوقف تدريجياً بدءاً من الربع الثاني. ومن المقرر أن يضيف التحالف بقيادة السعودية حوالي 120 ألف برميل يومياً على أساس شهري بدءاً من أبريل، لكنه سيُراجع الخطة في أوائل مارس قبل المضي قدماً.
جدير بالذكر أن إنتاج التحالف زاد قليلاً في ديسمبر ليصل إلى 41.67 مليون برميل يومياً مقارنة بـ41.4 مليون في الشهر السابق، مع تجاوز بعض الأعضاء حصصهم المتفق عليها، وفقاً للتقرير. وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الثلاثاء فائضاً متزايداً في الإمدادات عام 2026 مع زيادة إنتاج "أوبك" والإمدادات من الولايات المتحدة وكندا وغيانا.