نحو 10% من أسطول نقل الخام الحالي خاضع لعقوبات أميركية

العقوبات الأميركية على النفط الروسي تقفز بأسعار ناقلات الشحن

زورق قطر يساعد ناقلة نفط في الرسو في ميناء لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا - بلومبرغ
زورق قطر يساعد ناقلة نفط في الرسو في ميناء لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قفزت أسعار شحن النفط بالناقلات يوم الاثنين بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن عقوبات على تجارة النفط الروسي، مما يهدد بتقليص عدد السفن، ويجبر التجار على البحث عن مصادر بديلة للخام.

كان الرئيس المنتهية ولايته فرض عقوبات يوم الجمعة على حوالي 160 ناقلة للنفط الروسي، وذلك قبل 10 أيام من تنصيب دونالد ترمب. وهذا يعني أن نحو 10% من أسطول نقل الخام الحالي يخضع للإجراءات الأميركية. وقفزت الأسعار القياسية للناقلات بنسبة 39%، وهي أكبر زيادة منذ أغسطس، مقتفية أثر صعود أسهم أكبر الشركات المتخصصة في ملكية السفن حول العالم.

تعطيل إمدادات النفط الروسي

تبرز زيادة الأسعار قدرة العقوبات -وهي الأشد من جانب دولة غربية منذ بدء الحرب في أوكرانيا- على تعطيل سلسلة إمداد النفط الروسي. ولم يجر تحميل الغالبية العظمى من الناقلات المستهدفة بعقوبات أميركية في جولات سابقة بأي شحنات منذ فرض تلك العقوبات، وأدى النطاق الواسع لأحدث جولة إلى ارتفاع العقود المستقبلية لخام برنت أكثر من 4 دولارات للبرميل.

تسعى مصافي التكرير في الهند والصين، حتى من قبل عقوبات يوم الجمعة، لتأمين إمدادات بشكل عاجل من نفط الشرق الأوسط وسط مخاوف من احتمال توقف الإمدادات من روسيا وكذلك إيران. وقال مسؤول هندي كبير أمس إن بلاده تعتزم رفض استقبال الناقلات الخاضعة للعقوبات الأميركية، وهو ما يبرز عاملاً محتملاً آخر سيضغط على مجموعة السفن غير الخاضعة لعقوبات.

"يوجد مسار صعودي قوي للأسواق على خلفية العقوبات الجديدة على السفن" بحسب ما كتبه أنوب سينغ، الرئيس العالمي لأبحاث الشحن لدى "أويل بروكيريدج" (Oil Brokerage) في مذكرة. وأضاف: "أحد الشروط اللازمة لارتفاع أسعار الشحن سيكون إجبار الأسطول المستهدف بالعقوبات على التوقف عن الإبحار. والسوابق تؤيد هذه النتيجة".

جاء الحظر واسع النطاق على خلفية الاستهداف المتكرر للسفن التي تحمل النفط الإيراني، وهو ما يضغط بصورة أكبر على قدرة بعض الناقلات على الاستمرار في التجارة، ويقلص فعلياً المعروض من السفن.

تقييد توسعات أسطول الظل

تتفاقم مخاطر تعطل سوق الشحن بسبب عدم دخول سفن جديدة إلى السوق. وفي ظل تشغيل ما يسمى بأسطول الظل للسفن لفترات أطول، لم يتوسع أسطول ناقلات الخام "غير المخالف" منذ 2022، بحسب ما قاله رئيس شركة "فرونتلاين مانجمنت" (Frontline Management).

هذا النقص في النمو هو الزاوية التي تنظر منها صناعة ناقلات النفط إلى تأثير جولات العقوبات السابقة على السفن. وتظهر بيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ أن 33 من 39 ناقلة مشمولة بالعقوبات لم تنقل شحنات منذ وقوعها تحت طائلة التدابير الأميركية.

قفزة في أسهم شركات الناقلات

قفزت أسهم شركة "فرونتلاين" أكثر من 10% يوم الجمعة وواصلت الصعود أمس الاثنين، وكذلك فعلت أسهم شركات مدرجة أخرى متخصصة في الناقلات منها "دي إتش تي هولدينغز" (DHT Holdings) و"إنترناشونال سي وايز" (International Seaways) و"أوكيانيس إيكو تانكرز" (Okeanis Eco Tankers).

ربما تضطر الصين إلى استبدال رحلات نقل النفط قصيرة المسافة من الموانئ الشرقية لروسيا بشحنات من الشرق الأوسط وهو ما يعني مسافات إبحار أطول كثيراً، بحسب ما كتبه محللون لدى شركة "برايمار" (Braemar) من بينهم هنري كورا ويلينغ يي في مذكرة بحثية.

وأضافوا أن "عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية هي الوحيدة التي تحد فعلاً من الاستعانة بالسفن... وهذه العقوبات ستكون مؤثرة".

وعلى الرغم من النبرة المتفائلة، فإننا لم نشهد بعد قفزة كالتي تلت فرض الولايات المتحدة لعقوبات على أكبر شركة للشحن البحري في الصين عام 2019، وهو ما دفع أسعار الشحن بالناقلات العملاقة للارتفاع إلى 300 ألف دولار يومياً. وكانت لا تزال أقل من ذلك بكثير أمس عند 37822 دولاراً وفقاً لبيانات بورصة البلطيق (Baltic Exchange).

كيف سيتعامل ترمب مع العقوبات على روسيا؟

ليس من الواضح بعد كيف سيتعامل ترمب مع هذه التدابير بعد تنصيبه الأسبوع المقبل، ومن المرجح أن تحاول روسيا إيجاد طريقة للالتفاف على أي قيود.

إذا سعت الهند لإمدادات بديلة فمن المحتمل أن تأتي من بائعين في مناطق أقرب لها من روسيا، وهو ما يحد أيضاً من صعود الأسعار. ومن شأن خسارة الشحنات من شركتي تصدير خاضعتين للعقوبات، حال حدوثه، أن يكون عاملاً نزولياً هو الآخر.

لكن قسماً كبيراً من أسطول الشحن العالمي وقع تحت طائلة العقوبات في الشهور القليلة الماضية، مما يؤدي لتفاقم المخاطر التي تواجهها التجارة.

تشير تقديرات "كلاركسونز سيكيوريتيز" (Clarksons Securities) إلى أن واحدة من كل 10 ناقلات تحمل الخام تخضع حالياً للعقوبات الأميركية. وقال محللون من بينهم فرودي موركيدال إن الأسعار قد تتجاوز 100 ألف دولار يومياً هذا العام، وهو مستوى لم تبلغه منذ أواخر 2022.

فيما أوضح جون نيكولاي سكالاند المحلل لدى "إس إي بي" (SEB) أنه "بالنسبة للناقلات، أعتقد أن الجزء الأهم هو تغير السردية بشأن التجارة المظلمة... فالولايات المتحدة حريصة فيما يبدو على معاقبة روسيا وإيران".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك