ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا للأسبوع الثالث على التوالي، حيث تواجه المنطقة استنزاف المخزونات وتراجع الإمدادات بعد توقف التدفقات الروسية المنقولة عبر أوكرانيا.
بلغت أسعار العقود المستقبلية المرجعية نحو 50 يورو للميغاواط ساعة الجمعة، بالقرب من أعلى مستوياتها في 14 شهراً، ومرتفعة 4% مع نهاية الأسبوع بعد تقليص مكاسبها السابقة.
وتزامن وقف تدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا في بداية العام الجديد مع استهلاك المخزونات بأسرع وتيرة منذ ما قبل الأزمة في 2022.
كذلك، تتزايد برودة الطقس، ما قد يؤدي إلى زيادة عمليات السحب من المخزونات، إذ وصل مستوى امتلاء المنشآت الكبيرة تحت الأرض 72% حالياً، مقابل 86% في الفترة نفسها من العام الماضي.
القارة أكثر عرضة للتأثر بتقلبات السوق
بينما هناك احتمال طفيف لوقوع نقص فوري في الإمدادات في أوروبا، يُتوقع أن يؤدي تراجع العرض هذا الشتاء إلى أن تصبح إعادة ملء المخزونات قبل موسم التدفئة المقبل عملية أكثر صعوبة.
قالت فلورنس شميدت، المحللة الاستراتيجية للطاقة في أوروبا لدى "رابوبنك" (Rabobank): "ارتفاع الطلب على الغاز المخصص للتخزين سيحافظ على ارتفاع الأسعار في السوق خلال الأشهر المقبلة".
تزايد خطر تعرض القارة لتقلبات السوق في الفترة الحالية، في ظل اعتمادها المتزايد على إمدادات الغاز المسال العالمية لتعويض النقص الناجم عن وقف التدفقات الروسية عبر أوكرانيا.
كما أن تحركات الأسعار تتزامن مع التوقف المؤقت لمحطة "هامرفست" للغاز المسال في النرويج، التي أوقفت التشغيل حتى 9 يناير نتيجة تعطل أحد أجهزة الضغط. لذلك، فإن أي توقف بمنشآت تصدير الغاز المسال على مستوى العالم قد يؤدي إلى تذبذب أكبر في الأسعار.
الإمدادات ستعود في نهاية المطاف
وأشار جيمس وادل، مدير الغاز في أوروبا والغاز المسال العالمي بشركة "إنرجي أسبكتس" (Energy Aspects) إن الإمدادات المتاحة لا تملك القدر الكافي من المرونة لمواجهة أي زيادة كبيرة في الطلب أو انخفاضات إضافية في العرض، "لذا يُمكن أن يحدث ارتفاع ملموس في الأسعار خلال الأسابيع المقبلة".
هبط سعر تسوية العقود المستقبلية تسليم أقرب أجل في البورصة الهولندية -التي تُعد مؤشراً على أسعار الغاز في أوروبا- بنسبة 1.29% يوم الجمعة ليبلغ 49.62 يورو للميغاواط ساعة في تمام الساعة 6 مساءً في أمستردام.
يرى المحللون الاستراتيجيون لدى "سيتي غروب"، ومن بينهم أنتوني يوين، أن في المدى الطويل، يُفترض أن تتراجع الأسعار في نهاية المطاف، مع تدفق مزيد من الإمدادات، بما يشمل الغاز الروسي المنقول عبر أوكرانيا، إلى السوق.
وكتب محللو "سيتي غروب" في مذكرة: "ندرك عدم القدرة على توقع نتيجة المفاوضات، بالأخص عندما يرتبط الأمر بالعوامل السياسية والجيوسياسية والعلاقة بين روسيا وأوكرانيا. لكن الدوافع الاقتصادية تشير إلى استئناف الإمدادات في نهاية المطاف".
