يُتوقع أن تواجه أسواق النفط العالمية وفرةً كبيرةً في المعروض خلال العام المقبل، رغم قرار تحالف" أوبك+" الأسبوع الماضي تأجيل زيادة الإمدادات، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
تتوقع الوكالة في تقريرها الشهري أن تشهد الأسواق العالمية وفرة في المعروض النفطي قدرها 1.4 مليون برميل يومياً إذا مضى التحالف قدماً في خططه لزيادة الإنتاج بدءاً من أبريل المقبل. حتى إذا ألغى "أوبك+" خطط زيادة الإنتاج المقررة للعام المقبل بالكامل، فسيظل هناك فائض يُقدّر بنحو 950 ألف برميل يومياً.
اتفق التحالف، بقيادة السعودية وروسيا، في 5 ديسمبر على تأجيل جديد لخطط استئناف الإنتاج المتوقف في ظل تراجع أسعار النفط، وأيضاً على إبطاء وتيرة الزيادة عند البدء بتطبيقها في الربع الثاني من العام المقبل.
نمو استهلاك النفط العالمي
من المتوقع أن ينمو استهلاك النفط العالمي بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً أو نحو 1% في 2025، حسب وكالة الطاقة الدولية ومقرها في باريس والتي تقدم المشورة للاقتصادات الكبرى. مع ذلك، تشير تقديراتها إلى أن الإمدادات من خارج "أوبك+" ستزداد بمعدل 36% تقريباً، بقيادة الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيانا.
قالت الوكالة إن قرار "أوبك+" بتأجيل زيادة الإنتاج "قلل بشكل كبير من فائض الإمدادات المحتمل الذي كان من المتوقع حدوثه العام المقبل". مع ذلك، "فإن النمو القوي للإمدادات من الدول خارج (أوبك+)، إلى جانب النمو المعتدل نسبياً في الطلب العالمي على النفط، يجعل السوق تبدو لديها إمدادات كافية من النفط بشكل مريح".
تراجعت أسعار النفط بنحو 16% منذ أوائل يوليو ليجري تداولها حول 74 دولاراً للبرميل في لندن، وسط تجاهل المتعاملين الصراع في الشرق الأوسط وتركيزهم بدلاً من ذلك على تراجع النشاط الاقتصادي في الصين التي كانت المحرك الرئيسي لاستهلاك النفط على مدى العقدين الماضيين.
منذ عدة أشهر، يسعى تحالف "أوبك+" إلى استعادة الإنتاج المتوقف خلال العامين الماضيين، لكن جهوده واجهت تحديات بسبب تدهور الأوضاع في السوق.
واجه التحالف أيضاً تحدياً في ضمان الالتزام الكامل للأعضاء بالحدود الإنتاجية المتفق عليها. في نوفمبر، تجاوز الإنتاج الحصص بمقدار 600 ألف برميل يومياً، بقيادة العراق وروسيا والإمارات، حسب وكالة الطاقة الدولية.
توقعات متحفظة للطلب على النفط
يُتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار 840 ألف برميل يومياً إلى متوسط 102.8 مليون برميل يومياً هذا العام، وفق توقعات الوكالة. وسيكون نمو الطلب على النفط مُركّزاً في المكونات الأساسية المُستخدمة في صناعة البتروكيماويات، بينما تراجعت الحاجة إلى الوقود المستخدم في أغراض النقل بسبب التحوّل نحو المركبات الأكثر كفاءة أو الكهربائية.
تراجعت أمانة "أوبك" في فيينا عن توقعاتها المتفائلة بشدة على مدى الأشهر القليلة الماضية، لتقترب من التوقعات الأكثر تحفظاً التي تقدمها وكالة الطاقة الدولية. خفضت "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 بنسبة 27% عبر خمسة تخفيضات شهرية متتالية، وكان التخفيض في أحدث تقييم لها أمس الأربعاء هو الأكبر حتى الآن.