تعتزم "بي بي" (bp) و"جيرا" (Jera)، أكبر شركة مُنتجة للكهرباء في اليابان، دمج أعمالهما في مجال طاقة الرياح البحرية في الوقت الذي تسعى فيه شركة النفط البريطانية العملاقة إلى خفض تعرضها لقطاع الطاقة الخضراء المتعثر.
ستحصل الشركة الجديدة "جيرا نيكس بي بي" (Jera Nex bp) على تمويل يصل إلى 5.8 مليار دولار حتى عام 2030، وهو ما يمثل تخفيضاً لخطط الاستثمار السابقة لشركة "بي بي" في هذه التكنولوجيا. ويأتي ذلك في الوقت الذي تحد فيه أيضاً من تعرضها للتكاليف المرتفعة للطاقة المتجددة بينما تسعى لطمأنة المستثمرين المهتمين أكثر بالعوائد الأقوى من أعمال الوقود الأحفوري الأساسية للشركة.
ارتفعت أسهم شركة "بي بي" بنحو 3.9% يوم الاثنين، وهي أكبر زيادة منذ أبريل. وانخفضت أسهم الشركة بنحو 16% هذا العام. بينما تقدمت أسهم منافستيها الأميركيتين "إكسون موبيل" و"شيفرون" بنحو 14% و5% على التوالي.
تكاليف باهضة
يُعاني القطاع من التكاليف الباهظة التي قضت على خطط استثمار عدد من كبرى الشركات العالمية، وتعرضت "بي بي" لضغط المساهمين نتيجة استراتيجية تحول الطاقة، التي بدأتها في 2020، في ظل تراجع أرباح الطاقة المتجددة، في حين ارتفعت أرباح النفط والغاز.
ستقوم شركة "بي بي" بتقييد استثماراتها في طاقة الرياح البحرية بشكل كبير من خلال المشروع المشترك، حيث ستساهم بما يصل إلى 3.25 مليار دولار حتى 2030. وهذا أقل من نصف التقديرات السابقة للشركة لما يمكن أن تنفقه على طاقة الرياح البحرية هذا العقد.
وعن المشروع الجديد، قال الرئيس التنفيذي لشركة "بي بي"، موراي أوتشينكلوس: "سيكون أداة بالغة القوة في التحول إلى عالم يعتمد على الكهرباء، مع الحفاظ على نموذج قليل رأس المال بالنسبة لمساهمينا".
اهتمام بالمشروعات الحالية
قال بيراج بوركاتاريا، المحلل في "آر بي سي كابيتال ماركتس" في مذكرة بحثية يوم الاثنين، إن "تقليص الإنفاق الرأسمالي في مجالات غير مثبتة يجب أن يُؤخذ بشكل إيجابي، في رأينا، في حين أنه قد يساعد أيضاً في تخفيف بعض المخاوف بشأن الميزانية العمومية بمرور الوقت".
ومن المتوقع أن يتم تأسيس الشركة الجديدة بحلول نهاية الربع الثالث من عام 2025، حسبما قالت الشركتان في بيان يوم الاثنين.
سيشمل الكيان الجديد، الذي سيتخذ من لندن مقراً له، أصول طاقة الرياح البحرية التابعة لكلتا الشركتين، ومن بينها مشروعان مرتقبان لـ"بي بي" قبالة سواحل المملكة المتحدة. حيث حصلت "بي بي" على حقوق التطوير للمشروعات البريطانية مقابل عرض قياسي أبرز وصول دورة الاهتمام بطاقة الرياح البحرية ذروتها.
ستركز "جيرا نيكس بي بي" في البداية على المشروعات الحالية في أوروبا وأستراليا واليابان، وستعين "جيرا" الرئيس التنفيذي، فيما ستعين "بي بي" المدير المالي، بحسب البيان.
قال ساتوشي ياجيما، كبير مسؤولي الطاقة المتجددة في "جيرا"، للصحفيين يوم الاثنين إن الشركتين سوف تضطران إلى أن تكونا انتقائيتين في اختيار المشاريع التي ستمضي قدماً فيها، حيث سيكون من "الصعب" إكمالها جميعاً من خلال مشروع جديد. وأضاف: "ليس لدينا أموال أو موظفون غير محدودين، لذلك سنختار المشاريع الجيدة على أساس معايير استثمارية صارمة".
تأسست "جيرا" في 2015 كمشروع مشترك بين "طوكيو إليكتريك باور" و"تشوبو إليكتريك باور" بحصة 50% لكل منهما، وأصبحت أكبر شركة مشترية للغاز الطبيعي المسال في العالم، وأشارت الشركة في مايو إلى اعتزامها الاستثمار في الغاز المسال، ومصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين.
تستعين "بي بي" بمصرف "بنك أوف أميركا" مستشاراً مالياً في إنشاء الكيان الجديد، فيما يضطلع بنك "روتشيلد" بالدور نفسه لصالح "جيرا".