يقترب العراق من بدء استيراد الغاز من كازاخستان ضمن خطته للبحث عن بدائل للغاز الإيراني، كما أبلغ وزير الكهرباء زياد فاضل لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية البرلمانية، مشيراً إلى أن وزارته ذاهبة للتعاقد مع كازاخستان لاستيراد كميات تصل إلى 20 مليون متر مكعب يومياً.
الاجتماع بين الوزير واللجنة جاء على خلفية تناقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، وسط أزمة استمرت أكثر من عام تسبب بها تذبذب إمدادات الغاز من إيران، ما دفع رئيس الحكومة محمد شياع السوداني للإعلان عن خطة في يوليو 2023 تتضمن استيراد الغاز من تركمانستان وقطر، مع استكمال تنفيذ العقود المبرمة مع شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية لتطوير 4 حقول كبرى، وإرساء عقود تراخيص جديدة لاستخراج وإنتاج الغاز.
المتحدث باسم لجنة النفط والغاز علي شداد أرجع الأزمة، وفقاً لوكالة الأنباء العراقية، إلى "عدم التزام الجانب الإيراني بتصدير الغاز للعراق لتشغيل المحطات الكهربائية، ما أدى للجوء إلى وقود بديل وانعكس سلباً على المواطنين". وطالبت اللجنة وزارة الكهرباء -خلال الاجتماع- بتوضيح خطتها لمعالجة الأزمة خلال 2025.
العقوبات الأميركية
أبرمت وزارة النفط العراقية العام الماضي اتفاقاً مع شركة "توتال" بقيمة 27 مليار دولار، لتنفيذ أربعة مشروعات للنفط والغاز والطاقة المتجددة. وأعلنت الحكومة وقتها أنها اتخذت إجراءات لرفع إنتاج الطاقة الكهربائية إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 26 ألف ميغاواط. "لكن استقرار هذا الإنتاج كان مرهوناً بشرط استمرار الغاز الإيراني"، بحسب تصريح سابق لرئيس الوزراء شياع السوداني، الذي اعتبر أن عدم انتظام الإمدادات الإيرانية سببه العقوبات الأميركية وعدم الالتزام بآلية دفع مستحقات الغاز المتفق عليها عام 2018.
تبلغ الواردات العراقية من إيران 40 مليون متر مكعب يومياً لتلبية احتياجاته من الكهرباء التي تفوق 24 ألف ميغاواط، إلا أن الانقطاع المتكرر للصادرات من إيران قلص إنتاج البلاد إلى 15 ألف ميغاواط، ما اضطر المحطات إلى اللجوء لوقود بديل. وصرح السوداني، في أغسطس، أن حكومته ستطلق قريباً مشروعاً يستهدف توليد 10 آلاف ميغاواط من الكهرباء.