تتجه شحنات الديزل التي يستوردها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في سبتمبر لتسجل أعلى مستوى لها منذ حوالي عام ونصف، إذ يساعد تدفق الشحنات من الشرق الأوسط في تعويض انخفاض طفيف بالكميات القادمة من الولايات المتحدة.
يُتوقع أن تستورد المنطقة الأوروبية حوالي 1.36 مليون برميل يومياً من الديزل ووقود الغاز هذا الشهر، حسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" من شركة التحليلات "كبلر" (Kpler). وهذا أعلى مستوى منذ أبريل 2023، عندما زادت أوروبا من استيراد الديزل من مناطق أخرى بعد الحظر الذي فرضته على الوقود الروسي في فبراير من ذلك العام.
شهد الطلب على الديزل في أوروبا تراجعاً خلال الآونة الأخيرة مقارنة بالسنوات السابقة، وذلك بسبب ضعف النشاط الصناعي وانخفاض استهلاك الوقود. مع ذلك، من المتوقع أن يؤدي تقليص نشاط المصافي في أوروبا بسبب الصيانة الموسمية خلال الخريف، إلى جانب خفض بعض المصافي عملها لأسباب اقتصادية، إلى تقليل إمدادات الوقود في القارة هذا الشهر.
"خلال سبتمبر، عادة ما يكون الطلب على الشحن والديزل مرتفعاً في أوروبا، ويتزامن مع بداية موسم صيانة المصافي في الخريف، مما يزيد من نقص الديزل في القارة"، بحسب استيبان مورينو كوتس، كبير محللي شؤون تحليل البيانات المتعلقة بالطلب على الطاقة لدى " كبلر"، مضيفاً: "الولايات المتحدة في وضع جيد للمساعدة في سد فجوة الإمدادات".
منذ يوليو، تجاوزت الولايات المتحدة السعودية لتصبح أكبر مورد إلى أوروبا، واستمر الوضع على هذا النحو. ارتفعت الكميات التي تستوردها أوروبا من الديزل من الولايات المتحدة إلى ما يقرب من نصف مليون برميل يومياً في أغسطس، وهو أعلى مستوى وفق بيانات "كبلر" منذ بداية 2017.
يُتوقع أن تنخفض الشحنات من الولايات المتحدة في سبتمبر إلى حوالي 409 آلاف برميل يومياً. مع ذلك، فإن هذه الكمية لا تزال تمثل نحو ضعف الإمدادات القادمة من السعودية، البالغة حوالي 212 ألف برميل يومياً.
دفع ضعف النشاط الصناعي في الولايات المتحدة خلال الربعين الثاني والثالث من 2024 إلى تقليل استهلاك الديزل ووقود نواتج التقطيرر، ما أدى إلى انخفاض الأسعار في الولايات المتحدة، وجعل تصدير الوقود إلى أوروبا أكثر ربحية من فرص المراجحة.
من المتوقع أن ترتفع الواردات من الشرق الأوسط إلى حوالي 664 ألف برميل يومياً هذا الشهر، على أن تصل التدفقات القادمة من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان إلى أعلى مستوياتها وفق بيانات "كبلر" التي تعود إلى 2017.
تتنافس مصافي النفط منخفضة التكلفة في الخليج الأميركي مع مصافي النفط الوطنية المملوكة للحكومات في الشرق الأوسط للوصول إلى أدنى سعر في المنطقة، بحسب تقرير أصدرته وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي. وقالت الوكالة: "في ظل تشبع أسواق المشتقات النفطية المتوسطة لدى آسيا، فإن المنتجات القادمة من الشرق الأوسط تتنافس الآن مع صادرات الخليج الأميركي لتلبية الطلب الأوروبي".