التوقعات تشير لتراجع أكبر الفترة المقبلة وسط وفرة الإمدادات

وكالة الطاقة: نمو الطلب العالمي على النفط عند أقل مستوى منذ الجائحة

مضخات الوقود في محطة وقود شركة البترول والكيماويات الصينية (سينوبك) في هونغ كونغ، الصين - المصدر: بلومبرغ
مضخات الوقود في محطة وقود شركة البترول والكيماويات الصينية (سينوبك) في هونغ كونغ، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يتراجع الطلب العالمي على النفط بشكل حاد بسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني، ما أفضى إلى انخفاض أسعار الخام إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات، وفق وكالة الطاقة الدولية.

أشارت الوكالة، التي تقدم مشورتها إلى الاقتصادات الكبرى، في تقريرها الشهري إلى ارتفاع استهلاك النفط على مستوى العالم بمقدار 800 ألف برميل يومياً خلال النصف الأول من العام الجاري، ما يمثل بالكاد ثلث الزيادة خلال الفترة نفسها من 2023، وما يعد أدنى مستوى منذ انخفاض الطلب على النفط إبان جائحة كورونا في 2020.

معوقات لنمو الطلب على النفط

قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، في حوار من باريس: "يتباطأ نمو الاقتصاد في الصين، وتتغلغل السيارات الكهربائية في منظومة النقل بسرعة كبيرة جداً".

 

تراجعت أسعار النفط لأقل من 70 دولاراً للبرميل في لندن يوم الأربعاء لأول مرة منذ أواخر 2021، نتيجة المخاوف المرتبطة بالبيانات التي ستصدرها الصين والولايات المتحدة، أكبر دولتين مستهلكتين للنفط في العالم. ولم ينجح الاضطراب الكبير في الإنتاج في ليبيا وتمديد تحالف "أوبك+" القيود على الإمدادات في وقف التراجع.

تشير التوقعات إلى تراجع أكبر في العام المقبل، حيث سيتوفر فائض في الإمدادات كل فصل، حتى لو تخلى "أوبك+"، الذي تقوده السعودية وروسيا، عن خطط البدء في إعادة الإمدادات، التي تم وقفها، بشكل تدريجي.

انخفاض الاستهلاك في الصين

تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتوقف نمو الطلب العالمي على النفط قبل نهاية العقد الجاري، وأن التباطؤ الحالي يؤكد مجدداً توقعات الوكالة باحتمال اقتراب الوصول إلى ذروة الطلب، بحسب بيرول.

انكمش الطلب الصيني على الخام في يوليو للشهر الرابع على التوالي، فيما كان استهلاك الوقود في الدول الأخرى "ضعيفاً على أحسن تقدير"، وفقاً للتقرير. كانت واردات الصين من النفط قد انخفضت إلى أدنى مستوى لها في عامين تقريباً وسط التباطؤ الاقتصادي الذي يمكن لمسه في ضعف ثقة المستهلكين.

 

وانخفض استهلاك النفط في الصين خلال يوليو بمقدار 280 ألف برميل يومياً، مقابل ارتفاعه بنحو مليون برميل يومياً خلال الاثني عشر شهراً السابقة، ويُتوقع أن يقارب ارتفاعه الإجمالي 180 ألف برميل يومياً فقط خلال العام الجاري، وفقاً للتقرير.

أبقت الوكالة على توقعاتها بشأن الطلب العالمي على النفط دون تغيير يُذكر، وتوقعت أن يبلغ حجم النمو 900 ألف برميل يومياً خلال هذا العام، و950 ألف برميل يومياً في 2025، أي بزيادة أقل من 1%. يقل هذا عن تقديرات عدد من الجهات الأخرى المتخصصة في مجال توقعات النفط، مثل "جيه بي مورغان" و"سيتي غروب"، اللذان توقعا أن يبلغ حجم النمو 1.3 مليون برميل، و1.5 مليون برميل على التوالي في 2024.

لكن جهات كثيرة تتفق مع وكالة الطاقة في التوقع المتشائم حيال الاستهلاك في الصين. وقد يتوقف استهلاك البنزين في البلاد عن النمو في العام الجاري أو المقبل، حيث يتحول أسطول المركبات فيها ببطء إلى السيارات الكهربائية، وفق تصريحات أدلى بها راسل هاردي، الرئيس التنفيذي لشركة التجارة العملاقة "فيتول غروب"، هذا الأسبوع.

تحديات أمام "أوبك+"

من جهة أخرى، يشكل تراجع الطلب تحدياً أمام منظمة "أوبك" وحلفائها، حيث اعتزم التحالف، المكون من 23 دولة، على البدء في التخلي عن الخفض الطوعي للإنتاج، البالغ 2.2 مليون برميل يومياً، بشكل تدريجي، على أن تبدأ الشريحة الأولى في الشهر المقبل، إلا أن التحالف قرر تعليق زيادة الإنتاج حتى ديسمبر المقبل.

 

ربما تشكل الدول المنتجة للنفط المنافِسة، التي استفادت من جهود "أوبك+" الرامية لدعم الأسعار، تهديداً أكبر على التحالف، حيث سيرتفع إنتاج الدول غير الأعضاء بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً خلال العامين الجاري والمقبل، ما يعني أن الإنتاج سيتجاوز معدل نمو الطلب بأكثر من 50%، وفقاً لوكالة الطاقة، وستقود الولايات المتحدة، والبرازيل، وكندا، وغيانا هذه الزيادات في الإنتاج.

 وأشارت الوكالة إلى أنه حتى لو تخلى "أوبك+" تماماً عن خطة إعادة الإمدادات البالغة 2.2 مليون برميل يومياً في العام المقبل، فذلك لن يمنع حدوث تخمة في العرض، و"مع زيادة إنتاج الدول غير الأعضاء في التحالف بمعدل أسرع من الطلب الإجمالي، وباستثناء الأزمة الممتدة في ليبيا، ربما يواجه (أوبك+) فائضاً كبيرة في الإمدادات، حتى لو ظلت القيود الإضافية على الإنتاج سارية".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك