تكبدت أسعار النفط أكبر انخفاض أسبوعي في 11 شهراً، حيث انضاف تقرير الوظائف الأميركية الضعيف إلى المخاوف بشأن ضعف الطلب بأكبر مستهلك للخام في العالم مما أثر على الأسعار.
انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط 2.1% لتتم تسويته عند مستوى 67.67 دولار للبرميل، ليتكبد أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر 2023. في حين أن بيانات الوظائف الأميركية الصادرة يوم الجمعة زادت التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يقر خفضاً كبيراً في أسعار الفائدة، إلا أنها عززت أيضاً الاعتقاد بضعف استهلاك النفط الذي أثر على أسعار الخام لأسابيع.
قالت ريبيكا بابين، كبيرة متداولي الطاقة في "سي آي بي سي برايفت ويلث" (CIBC Private Wealth): "لا تزال السوق في حالة تأهب لتقييم قوة الاقتصاد العالمي وما سيقرره الاحتياطي الفيدرالي".
فشلت التحركات الأخيرة لتقييد الإمدادات في وقف تراجع أسعار النفط. وبينما أقر تحالف "أوبك+" هذا الأسبوع تأجيل خطته لزيادة الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يومياً في أكتوبر ونوفمبر، ظلت الخطة طويلة المدى لإنعاش 2.2 مليون برميل يومياً على مدار عام قائمة، مع تأجيل تاريخ الانتهاء شهرين حتى ديسمبر 2025.
مخاوف الطلب وضغوط العرض
تتراجع أسعار عقود مزيج برنت الآجلة منذ أوائل يوليو، في ظل ضعف اقتصادات الصين والولايات المتحدة -أكبر مستهلكين للنفط- مما أدى إلى تأجيج المخاوف بشأن الطلب. كما ارتفع إنتاج الخام بأكبر اقتصاد في العالم بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، مما زاد من ضغط العرض على التوازن العالمي.
وفي النهاية، لم ينجح قرار "أوبك+" في تأجيل زيادة الإمدادات، وتراجع مخزونات الخام الأميركية 7 ملايين برميل في أسبوع، في رفع أسعار النفط بشكل كبير. وستتم مراقبة توقعات "أوبك" الشهرية للسوق، وإدارة معلومات الطاقة، والوكالة الدولية للطاقة الأسبوع المقبل عن كثب.
قال محللو "سيتي غروب"، بمن فيهم إريك لي، في مذكرة: "نتوقع أن يتلقى سعر النفط دعماً عند منطقة 70-72 دولاراً في ظل قرار أوبك+ تأجيل زيادة الإمدادات والظروف الجيوسياسية المستمرة والتمركز المالي". وقال البنك إنه يتوقع "تراجعاً إلى نطاق 60 دولاراً في 2025 مع ظهور فائض كبير في السوق".