تتخذ كبرى الشركات المستوردة للغاز الطبيعي المسال في دول شمال آسيا خطوات مبكرة أكثر من المعتاد للتخزين، استعداداً لتلبية الطلب قبل الشتاء المقبل.
وكانت هذه الشركات قد اصطدمت بصعوبات غير متوقعة في مطلع العام الجاري، بسبب حدوث عاصفة ثلجية أدت إلى ارتفاع الأسعار في التعاملات الفورية إلى مستوى قياسي.
واشترت الشركة الصينية للصناعات البتروكيماوية (سينوبك) 35 شحنة من الغاز الطبيعي المسال على الأقل لتتسلمها بين يونيو 2021 وفبراير 2022، من خلال مناقصة جرى إغلاقها في وقت سابق، للاستعداد جزئياً لفصل الشتاء، عندما يصل الطلب على الوقود إلى ذروته، وفقاً لمتعاملين في السوق.
وقال المتعاملون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لخصوصية الأمر، إن الشركات الأخرى في الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية تدرس التعاقد مبكراً على شراء شحنات غاز طبيعي مسال استعداداً لفصل الشتاء المقبل.
ومن غير المألوف بالنسبة لمستوردي الغاز الطبيعي المسال الآسيويين شراء الكثير من الشحنات لفصل الشتاء المقبل في أبريل.
وتوضح هذه التحركات الرغبة في تجنب تكرار ما حدث في وقت سابق من العام الجاري، عندما لم يتمكن المشترون من العثور على شحنات أقل تكلفة. ووجهت الحكومة الصينية التوبيخ إلى الشركات المملوكة للدولة التي تشتري الغاز لعدم استعدادها بما يكفي لتدبير الاحتياجات من الغاز المسال.
أعلى سعر للغاز على الإطلاق
دفعت موجة من الطقس القارس خلال الشتاء إلى جانب تعطل الإمدادات، المشترين إلى التدافع بحثاً عن الشحنات، ما أدى لارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال لشمال آسيا في التعاملات الفورية، موطن أكبر المستوردين في العالم، إلى 32.50 دولاراً لكل مليون متري من الوحدات الحرارية البريطانية في يناير، وهو أعلى مستوى على الإطلاق وأعلى بنسبة 500% على أساس سنوي.
وأعرب بعض المتعاملين عن قلقهم من أن انخفاض المخزونات الموسمية في أوروبا قد يبعد الشحنات عن آسيا على مدار العام.
وقال المتعاملون، إن المشترين من بريطانيا إلى إسبانيا قد يحاولون بقوة إعادة تخزين الإمدادات خلال الصيف، واقتناء الشحنات سريعاً من الولايات المتحدة وغيرها من المناطق في المحيط الأطلسي.