خفض بنك الاستثمار العالمي "غولدمان ساكس" اليوم الثلاثاء توقعاته لسعر خام برنت إلى 77 دولاراً للبرميل من 82 دولاراً، في عام 2025، ووضع 3 سيناريوهات أخرى قد تصل بالأسعار نحو 60 دولاراً. يأتي ذلك بعدما قلص "مورغان ستانلي" توقعاته يوم الجمعة لسعر خام برنت بنسب متفاوتة خلال خمسة فصول مقبلة تمتد من الربع الأخير من عام 2024 حتى نهاية العام المقبل.
يتداول خام برنت حول 81 دولاراً للبرميل خلال الفترة الحالية، وحقق ارتفاعاً بنحو 7% منذ يوم الأربعاء في أكبر سلسلة مكاسب على مدى ثلاث جلسات منذ أبريل من العام الماضي، في حين اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 77 دولاراً.
كتب المحللون لدى "غولدمان ساكس" في مذكرة بحثية، وفق "بلومبرغ" أنه لا يزال من المتوقع أن ترفع منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" الإنتاج في الربع الرابع. قد تدفع هذه الخطوة السوق إلى "التحول من حالة التوازن التي تدعمها أوبك على المدى القصير وتساهم في تقليص التقلبات في السوق، إذ تنتقل إلى استراتيجية طويلة الأجل تركز على التحكم بشكل استراتيجي في الإنتاج النفطي من جانب الدول غير الأعضاء لديها وتعزز تماسكها".
مطلع يونيو الماضي، وافق تحالف أوبك+ على تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية الإضافية البالغة 1.65 مليون برميل يومياً، والتي أُعلن عنها في أبريل 2023، حتى نهاية شهر ديسمبر من عام 2025.
كما اتفقت الدول على تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، التي أُعلن عنها في نوفمبر 2023، حتى نهاية سبتمبر 2024. وسيتم، بعد ذلك، إعادة كميات هذا التخفيض تدريجياً على أساس شهري، حتى نهاية سبتمبر من 2025، إذا كانت الظروف في السوق مواتية.
كما أن مخزونات النفط التجارية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ظلت ثابتة تقريباً أو لم تشهد تغييرات كبيرة خلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، بخلاف تقديرات "غولدمان ساكس"، الذي كان يتوقع انخفاضاً أو السحب من هذه المخزونات.
تجاوز إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة، التوقعات بفضل التحسن في الكفاءة الإنتاجية، مما يعني أنها أصبحت قادرة على إنتاج كميات أكبر من النفط بموارد أقل أو بطرق أكثر فعالية، في حين تباطأ نمو الطلب في الصين بسبب التحول في أنواع الوقود المستخدمة على الطرق (مثل التحول من النفط إلى بدائل أخرى كالسيارات الكهربائية)، وثانياً، ضعف الطلب على المنتجات البتروكيماوية التي تعتمد على النفط، وفق" غولدمان ساكس".
يتوقع البنكان الآن أن يبلغ متوسط خام برنت القياسي العالمي أقل من 80 دولاراً للبرميل في عام 2025. بينما يرى "مورغان ستانلي" أن العقود الآجلة تتراوح من 78 دولاراً إلى 75 دولاراً. ويتوقع كلاهما أن سوق الخام ستكون في فائض، مع اتجاه الأسعار إلى الانخفاض على مدار 12 شهراً.
تتماشى توقعات البنكين مع تقديرات وكالة الطاقة الدولية الصادرة مؤخراً، بأن أسواق النفط العالمية تبدو مهيأة للتحول من عجز إلى فائض خلال الربع المقبل إذا مضى تحالف "أوبك+" قدماً في خططه بزيادة الإمدادات.
تحالف "أوبك+" الذي تقوده السعودية وروسيا وضع خارطة طريق لاستعادة إنتاج نحو 543 ألف برميل يومياً خلال الربع الأخير من العام، لكنه يؤكد أن هذه الخطط قد يتم "إيقافها أو عكسها" حسب ظروف السوق. من المتوقع اتخاذ قرار في هذا الصدد خلال الأسابيع المقبلة.
حتى إذا ألغى تحالف "أوبك+" زيادة الإنتاج المقررة، فمن المتوقع أن تتراكم المخزونات العام المقبل بمعدل كبير يصل إلى 860 ألف برميل يومياً، وسط زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة وغيانا والبرازيل، بحسب توقعات الوكالة.
حذر المحللون لدى " غولدمان ساكس" من احتمال انخفاض سعر خام برنت عن توقعاتهم الجديدة وفق ثلاثة سيناريوهات، الأول إذا بقي الطلب على النفط في الصين بدون زيادة (أي ثابت)، فقد ينخفض السعر إلى 60 دولاراً للبرميل، والثاني إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 10% على كل الواردات، قد ينخفض السعر إلى 63 دولاراً للبرميل. والثالث، إذا قررت "أوبك" إلغاء تخفيضات الإنتاج الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً بحلول سبتمبر 2025، قد ينخفض السعر إلى 61 دولاراً للبرميل، وفق ما نقلته بلومبرغ عن التقرير.
قال محللون في "مورغان ستانلي"، بينهم مارتين راتس وشارلوت فيركينز، في تقرير: "تعاني أسواق النفط الخام من عجز في الإمدادات، ولكن من المرجح أن يكون في أقصى حدوده الآن، ولن يزداد أكثر". بحلول الربع الرابع من عام 2024، "من المرجح أن تعود السوق إلى التوازن بين العرض والطلب، وقد يكون هناك فائض في سوق النفط خلال 2025، إذ سيتجاوز العرض الطلب"، وفق "بلومبرغ".