يخطط عدد من أبرز منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة لزيادة إنتاجهم من النفط هذا العام مقارنة بما كان متوقعاً في الأساس، وهو مؤشر على أن زيادة الإمدادات الأميركية قد تتجاوز المستويات التي تعهدت بها كثير من الشركات سابقاً.
رفعت كل من شركة "إي أو جي ريسورسز" (EOG Resources)، وهي أحد أكبر منتجي النفط الصخري المستقلين، و"كوتيرا إنرجي" (Coterra Energy) و"سيفيتاس ريسورسز" (Civitas Resources)، توقعاتها لعام 2024 أمس الخميس، حيث قالت الأخيرة إنها تسجل أداءً أفضل من المتوقع في حوض بيرميان، وهو أكثر حقول النفط نشاطاً في أميركا الشمالية، حيث أعلنت خمس شركات منتجة عن نتائج إيجابية مفاجئة في الأسبوع الماضي. وأعلنت شركتا "أوفينتيف" (Ovintiv) و"ماتادور ريسورسز" (Matador Resources) تسجيل إنتاج مماثل مؤخراً.
تهديد جهود "أوبك"
على الرغم من أن هذه الزيادة صدرت عن عدد محدود من الشركات المدرجة في البورصة فقط، إلا أن هذا الاتجاه يشير إلى أن منتجي النفط الصخري الأميركيين قد يرفعون الإنتاج بشكل أكبر من المتوقع، وهو ما قد يقوض جهود منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لتحقيق التوازن في السوق العالمية.
تعتزم "أوبك" وحلفاؤها الالتزام بخطتهم لاستعادة إمدادات النفط خلال الربع المقبل. واعتباراً من أكتوبر، وافق تحالف "أوبك+" على البدء تدريجياً في استعادة الإنتاج الذي توقف في أواخر 2022 بهدف تعزيز الأسعار. ويُتوقع أن تضيف "أوبك+" حوالي 540 ألف برميل يومياً خلال الربع الرابع.
زيادة إمدادات النفط العالمية
يمكن أن يؤدي الجمع بين إنتاج مزيد من النفط الأميركي وتعزيز إمدادات "أوبك+" إلى زيادة المعروض في السوق وانخفاض الأسعار إذا لم يرتفع الاستهلاك العالمي أيضاً. وفي الولايات المتحدة، تميل أسعار النفط إلى أن تحظى بمزيد من الاهتمام في أعوام الانتخابات الرئاسية، حيث تمثل أسعار البنزين في محطات الطاقة مؤشراً اقتصادياً بسيطاً للناخبين. ويمكن أن يتزامن بدء زيادة إنتاج "أوبك" مع بدء التصويت في الانتخابات الأميركية.
رفعت شركة "إي أو جي ريسورسز" توقعاتها لإنتاج النفط الخام والمكثفات إلى 491800 برميل يومياً مقارنة بـ490 ألف برميل حالياً. كما زادت "كوتيرا إنرجي" توقعاتها لإنتاج النفط للعام بأكمله إلى ما يتراوح بين 105500 و108500 برميل، بزيادة قدرها 2.4% عن توقعاتها السابقة مع الحفاظ على مستوى الإنفاق المتوقع.
إضافة إلى ذلك، أعلنت شركتا "إكسون موبيل" (Exxon Mobil) و"شيفرون" (Chevron) في الربع الماضي أنهما سترفعان إنتاجهما في حوض بيرميان بنسبة 10% هذا العام. وأعلنت شركتا الطاقة العملاقتان عن أرباحهما في وقت مبكر من يوم الجمعة.
في الوقت نفسه، انخفضت منصات الحفر في حوض بيرميان بنسبة 2% هذا العام، مقتربة من أدنى مستوى نشاط في أكثر من عامين، وفق شركة "بيكر هيوز" (Baker Hughes). ويسمح تحسين كفاءة التشعيل للمنتجين الأميركيين بزيادة الإنتاج مع الحفاظ على الإنفاق ثابتاً نسبياً، مما يسمح للشركات بتقديم مزيد من توزيعات الأرباح إلى المستثمرين.