شركات التكرير الآسيوية تفضل الإمدادات الأقرب إليها

تراجع اقتصاد الصين يرفع كلفة النفط الأميركي والأوروبي

مضخة تعمل في حقل نفط بمنطقة "كورباس كريستي"، تكساس، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
مضخة تعمل في حقل نفط بمنطقة "كورباس كريستي"، تكساس، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يساعد الاقتصاد الصيني المتراجع على جعل النفط من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا غير قادر على المنافسة بصورة متزايدة في آسيا، إذ يُرجح أن تفضل شركات التكرير الإمدادات الأقرب إلى الوطن.

ارتفع مقياس سوق النفط المراقب بطريقة وثيقة والذي يقيس علاوة سعر خام برنت في أوروبا على خام دبي -المعروف باسم "فارق سعر مقايضة العقود المستقبلية بين خامي برنت ودبي" أو (Brent-Dubai EFS)- إلى أوسع مستوى له منذ أوائل مارس في الأيام الأخيرة، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ". وارتفعت عقود المقايضة ذات الصلة التي تتحرك عادة بمقدار بضعة سنتات يومياً، بأكثر من دولار خلال الأسبوعين الماضيين.

تقلبات كبيرة

كانت التقلبات الكبيرة حديث سوق النفط خلال الأيام الأخيرة. أوضح تجار أن اتساع فروق الأسعار سيجعل خام دبي المتداول في الشرق الأوسط أكثر جاذبية لمصافي التكرير الآسيوية، وتدفقات الخام من مسافات أطول عبر أوروبا والولايات المتحدة أقل جاذبية. وينبع هذا التحرك من قوتين رئيسيتين، وهما قوة سعر برميل النفط الأوروبي، والتراجع في بعض أجزاء سوق خام دبي.

خلال الأعوام الأخيرة، اكتسب خام دبي عموماً قوة مقابل مقياس برنت العالمي، مع تقييد توافر براميل نفط الشرق الأوسط جراء تخفيضات إمدادات تحالف "أوبك+"، بينما زادت إمدادات منتجين من خارجه.

تشكل تحركات الشهر انعكاساً قوياً لهذا الاتجاه، إذ يحد التباطؤ الاقتصادي في الصين والممتد لفترة طويلة، من الطلب الإضافي للبلاد على النفط، في وقت أسفرت فيه أعمال صيانة حقول النفط الأوروبية عن تقليص الإمدادات من المنطقة.

يُعد فارق سعر مقايضة العقود المستقبلية مؤشراً على قوة أسواق النفط في حوض الأطلسي مقابل آسيا، حيث يُباع الجزء الأكبر من النفط من الشرق الأوسط. بلغ عدد العقود المفتوحة على عقود مقايضة "برنت-دبي" مستويات هي الأعلى منذ أكتوبر الماضي، ما يدل على حجم الاستثمارات الكبير في ذلك الجزء من السوق.

عزا عدد من التجار جزءاً على الأقل من هذه الحركة إلى تخارج متداولين من الرهانات الصعودية على تعافي سوق دبي. تراجع ما يُسمى بفروق سعر العقود مختلفة الآجال، التي تقيس مدى قوة السوق، في تلك السوق خلال الأيام الأخيرة.

بحر الشمال

أشار تجار إلى أن أسواق بحر الشمال عززت أيضاً الارتفاع في الشهور الأخيرة مع زيادة النشاط خلال نافذة التسعير المرجعية على نطاق واسع. قدمت شركتا "ترافيغورا" و"غنفور" عروض شراء كبيرة على درجات الخام المتداولة فعلياً التي تحدد سعر برنت في تاريخ محدد خلال الشهر الماضي، ما زاد علاوات السعر لتلك الدرجات من الخام.

أضاف التجار أنه علاوة على ذلك، أسهمت قوة السوق الأميركية الناجمة عن تهديدات حرائق الغابات لإنتاج كندا وتحويل الواردات إلى أماكن أخرى عن طريق خط أنابيب جديد، في صعود خام غرب تكساس الوسيط. أشاروا إلى أن صعود خام غرب تكساس الوسيط أبقى على تداول الشحنات داخل الأميركتين بدلاً من الانتقال إلى أوروبا، ما عزز سعر برنت أكثر.

عبر كافة مناطق آسيا، أثر التباطؤ الاقتصادي طويل الأمد في الصين، أكبر مستورد للنفط في المنطقة، على توقعات خام دبي، حيث استأنفت مصافيها النشاط بعد أعمال الصيانة المخطط لها بوتيرة أبطأ من المعتاد.

من المنتظر أن يتراجع ازدهار أعمال معالجة النفط والذي دام لعقود في البلاد العام الحالي، بحسب استطلاع "بلومبرغ"، في حين أن معدلات التشغيل في مصافي القطاع الخاص بمقاطعة شاندونغ، اقتربت من أدنى مستوياتها منذ الجائحة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك