انخفضت صادرات روسيا الأسبوعية من الخام في الأسبوع الأول من يوليو بأكبر قدر منذ ما قبل الحرب على أوكرانيا في عام 2022، مع تراجع متوسط الأسابيع الأربعة الأقل تذبذباً إلى أدنى مستوى منذ فبراير.
لم يكن هناك سبب واضح لانخفاض الشحنات. فلم تكن هناك فروقات في برامج التحميل تشير إلى أعمال الصيانة، كما لا توجد تقارير عن عواصف تؤثر على رسو السفن أو تحميلها. رغم ذلك، انخفضت الشحنات على أساس أسبوعي من بحر البلطيق والبحر الأسود والمحيط الهادئ.
من الممكن أن يكون امتثال روسيا لهدف "أوبك+" بخفض الإنتاج وراء تقليل الخام المتاح للتصدير. باستخدام عامل التحويل لموسكو البالغ 7.18 برميل للطن، انخفض الإنتاج بنحو 360 ألف برميل يومياً بين مارس ويونيو. وقد يكون التعافي في تشغيل المصافي وراء خفض الشحنات أيضاً. أشارت بيانات الأيام القليلة الأولى من يوليو إلى أن عمليات معالجة الخام عند أعلى مستوى منذ ديسمبر، مع اكتمال الصيانة والإصلاحات الموسمية في أعقاب الهجمات الأوكرانية.
تخطط شركتا "روسنفت" و"لويك أويل"، أكبر مصدرين للنفط الخام في روسيا، لخفض شحناتهما من ميناء نوفوروسيسك بإجمالي 200 ألف برميل يومياً هذا الشهر عن مستوى يونيو الماضي، وفقاً لحسابات بلومبرغ، وذلك بعد استئناف عمليات التكرير في مصفاتيهما في توابسي ونورسي.
انخفضت القيمة الإجمالية لشحنات النفط الخام الروسي في الأسبوع الأول من يوليو، لكن ما خفف هذا التراجع الزيادة الرابعة على التوالي في أسعار النفط على أساس أسبوعي.
وعلى نحو منفصل، تظل غالبية السفن التي تعتمد عليها موسكو لشحن نفطها متوقفة بعد فرض الغرب عقوبات عليها. ففي حين قامت ثلاث سفن من أصل 21 سفينة تابعة لشركة "سوفكومفلوت بي جي إس سي" (Sovcomflot PJSC) المملوكة للحكومة الروسية، بتحميل شحنات ثم تمكنت من الإفلات من أنظمة التتبع الآلية، تظل السفن الأخرى متوقفة.
لا تزال ناقلات النفط الثلاث التي فرضت عليها المملكة المتحدة عقوبات في 13 يونيو راسية قبالة محطة أوست-لوغا النفطية، على الرغم من ظهورها في وقت سابق ضمن برامج التحميل لموانئ البلطيق الروسية. ومن غير الواضح ما إذا كانت بالفعل ستقوم بتحميل شحنات. رغم ذلك، فقد اختفت حالياً من بين الناقلات المصطفة التي شاهدتها "بلومبرغ". وبالمثل، لم تقم أي من ناقلات النفط الخام الخاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي بتحميل شحنات منذ نشر التوجيه في 25 يونيو الماضي.
شحنات النفط الخام
تُظهر بيانات تتبع السفن وتقارير وكلاء الموانئ أن 25 ناقلة قامت بتحميل 18.7 مليون برميل من الخام الروسي في الأسبوع المنتهي في 7 يوليو. ويمثل ذلك انخفاضاً حاداً مقارنة بـ25.66 مليون برميل في الأسبوع السابق.
وانخفضت تدفقات الخام الروسي المنقولة بحراً في الأسبوع المنتهي في 7 يوليو بنحو 990 ألف برميل يومياً إلى 2.67 مليون، وهو أدنى مستوى لها منذ الأسبوع الأخير من يناير، عندما تسببت العواصف في خفض الشحنات من ميناء كوزمينو على المحيط الهادئ. كما انخفض متوسط الأسابيع الأربعة الأقل تذبذباً بنحو 215 ألف برميل يومياً إلى 3.27 مليون، وهو أدنى مستوى في 20 أسبوعاً.
وبالمثل تراجعت شحنات الخام من جميع محطات التصدير الروسية تقريباً. وكانت الاستثناءات الوحيدة في مورمانسك، حيث توقفت الصادرات ما عدا سفينة واحدة فقط، ومحطة بريجورودنوي في جزيرة سخالين، والتي لم تشهد أي شحنات للأسبوع الثاني.
بعد ركود الأسبوع الماضي، ظلت شحنات الخام حتى الآن هذا العام دون تغيير تقريباً عن متوسط العام الماضي بأكمله.
أوقفت روسيا أهدافها التصديرية نهاية مايو الماضي، واختارت بدلاً من ذلك تقييد الإنتاج، بما يتماشى مع شركائها في تحالف منتجي النفط "أوبك+". تم تحديد هدف إنتاج البلاد عند 8.978 مليون برميل يومياً حتى نهاية سبتمبر، ومن المقرر أن يرتفع بعد ذلك بمعدل 39 ألف برميل يومياً كل شهر حتى سبتمبر 2025، طالما سمحت ظروف السوق بذلك.
تم تحميل شحنتين من خام "كيبكو" (KEBCO) الكازاخستاني في أوست لوغا وشحنة وواحدة في نوفوروسيسك خلال هذا الأسبوع.
وأدناه تفصيل بتدفقات الخام الروسي حسب الوجهة:
آسيا
انخفضت الشحنات المرصودة لعملاء روسيا في آسيا، بما في ذلك تلك التي لا تُظهر وجهة نهائية، إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر ونصف الشهر عند 2.9 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأربعة المنتهية في 7 يوليو.
تم تحميل نحو 900 ألف برميل يومياً من النفط الخام على ناقلات متجهة إلى الصين. وارتفعت واردات الدولة الآسيوية المنقولة بحراً بنحو 800 ألف برميل يومياً من الخام المُسلم من روسيا عبر خطوط الأنابيب، إما بشكل مباشر أو عبر كازاخستان.
وبلغ متوسط التدفقات عبر السفن التي تشير إلى وجهات في الهند نحو 1.75 مليون برميل يومياً، بانخفاض عن الرقم المعدل البالغ 1.78 مليون برميل للفترة حتى 30 يونيو الماضي.
ومن المرجح أن ترتفع الأرقام الصينية والهندية مع اتضاح موانئ التفريغ للسفن التي لا تشير حالياً إلى وجهات نهائية.
وبلغ حجم شحنات السفن التي تشير وجهاتها إلى بورسعيد أو السويس في مصر نحو 170 ألف برميل يومياً. وتنتهي هذه الرحلات عادة في موانئ بالهند أو الصين، وتظهر في البداية على أنها "وجهات آسيوية غير محددة" قبل أن تتضح وجهاتها النهائية.
تبلغ شحنات "الوجهات المجهولة الأخرى" نحو 80 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة المنتهية في السابع من يوليو، وهي تلك التي تحملها ناقلات لا تظهر وجهة محددة. تنطلق أغلب هذه الشحنات من الموانئ الغربية في روسيا لتعبر قناة السويس، وبعضها ينتهي به المطاف في تركيا. وقد يتم نقل الشحنات من سفينة إلى أخرى، حيث تجري حالياً أغلب عمليات النقل تلك في البحر الأبيض المتوسط، ومؤخراً قبالة المغرب، أو بالقرب من صحار في عُمان.
تواجه تدفقات النفط الروسية مزيداً من التعقيد بسبب قيام البحرية اليونانية بإجراء تدريبات في منطقة مرتبطة بنقل الخام الروسي. وقد تم تمديد هذه الأنشطة حتى 15 يوليو الجاري.
أوروبا وتركيا
توقفت صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً إلى الدول الأوروبية، بعد توقف التدفقات إلى بلغاريا نهاية العام الماضي. كما خسرت موسكو صادرات نفطية بنحو 500 ألف برميل يومياً عبر خطوط الأنابيب إلى بولندا وألمانيا في بداية العام الماضي، عندما أوقفت تلك الدول عمليات الشراء.
أصبحت تركيا الآن السوق الوحيدة القريبة من الموانئ الغربية في روسيا، رغم انخفاض شحنات الخام الروسي إليها خلال 28 يوماً حتى 7 يوليو إلى 365 ألف برميل يومياً.
قيمة الصادرات
انخفضت القيمة الإجمالية لصادرات روسيا من النفط الخام إلى 1.44 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 7 يوليو، من حوالي 1.92 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 30 يونيو.
وقد تم تعويض الانخفاض الكبير في التدفقات بشكل جزئي من الزيادة الرابعة على التوالي في أسعار الخامات الرئيسية في روسيا للتخفيف من انخفاض الإيرادات. ومع ذلك، كانت الإيرادات الإجمالية الأسبوعية الأدنى منذ الأسبوع الأخير في يناير.
ارتفعت قيمة الصادرات في موانئ البلطيق على أساس أسبوعي بأكثر من مليوني دولار للبرميل، في حين ارتفعت درجة المحيط الهادئ الرئيسية (ESPO) بنحو 1.90 دولار للبرميل. وارتفع سعر الخام المنقول من نوفوروسيسك بمقدار 2.25 دولار للبرميل، كما ارتفعت الأسعار المُسلمة في الهند، بنحو 1.75 دولار للبرميل، وفقاً لأرقام "أرغوس ميديا".
انخفض متوسط الدخل لأربعة أسابيع أيضاً، إذ تراجع بنحو 50 مليون دولار إلى 1.67 مليار دولار أسبوعياً. وكان قد بلغ متوسط ذروة أربعة أسابيع عند 2.17 مليار دولار أسبوعياً في الفترة حتى 19 يونيو 2022.
خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد دخول السقف السعري لصادرات الخام الروسي حيز التنفيذ في أوائل ديسمبر 2022، انخفضت قيمة التدفقات المنقولة بحراً إلى مستوى منخفض بلغ 930 مليون دولار أسبوعياً، لكنها سرعان ما تعافت.
ملاحظات
تشكل هذه القصة جزءاً من سلسلة أسبوعية تتعقب شحنات الخام من محطات التصدير الروسية والقيمة الإجمالية لتلك التدفقات. سيكون التحديث التالي يوم الثلاثاء 16 يوليو.
تستبعد جميع الأرقام الشحنات التي تم تحديدها على أنها من درجة "كيبكو" في كازاخستان، والتي تقوم شركة "كازترانسويل جي إس سي" (KazTransoil JSC) بشحنها عبر روسيا للتصدير عبر ميناءي نوفوروسيسك وأوست لوغا والتي لا تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي أو السقف السعري.
يتم مزج البراميل الكازاخستانية مع الخام الروسي لإنشاء خام تصدير موحد. ومنذ الحرب الروسية على أوكرانيا، أعادت كازاخستان تسمية شحناتها لتمييزها عن تلك التي تشحنها الشركات الروسية.
يتم التحقق من بيانات تتبع السفن عبر التدقيق في تقارير وكلاء الموانئ، بالإضافة إلى بيانات التدفقات وحركة السفن من المصادر الأخرى، بما في ذلك "كبلير" و"فورتيكسا".