محللون يتوقعون تضاؤل مخزونات النفط في الأشهر المقبلة.. وأعضاء "أوبك+" يخططون لإعادة الإمدادات إلى السوق تدريجياً

قرار "أوبك+" بشأن الإمدادات يقلق تجار النفط المترقبين للصيف

ناقلة نفط في عرض البحر - المصدر: بلومبرغ
ناقلة نفط في عرض البحر - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أثار قرار تحالف "أوبك+" المفاجئ بإعادة إمدادات النفط إلى السوق في وقت لاحق من العام الجاري قلق تجار شحنات الخام، الذين يرون أن هذه الخطوة تفتقر الأدلة الكافية على وجود تحسن طال انتظاره في السوق العالمية.

أعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها يوم الأحد الماضي أن 8 دول في التحالف ستعيد تدريجياً 2.17 مليون برميل يومياً من الإمدادات إلى السوق اعتباراً من أكتوبر، والتي كانت تحجبها طواعيةً دعماً للأسعار. من المقرر أن يُنفذ القرار على مدى 12 شهراً، ويعتمد ذلك على السوق خلال تلك الفترة.

لكن تجار الشحنات الفعلية قالوا إن أحد دوافع قرار التحالف النفطي (الذي يتوقع زيادة الطلب بقوة في الصيف) لم يتحقق بعد. وهذا لا يعني أن التحسن لن يحدث، إذ يسود إجماع بين المحللين الماليين على أن مخزونات النفط ستتضاءل في الأشهر المقبلة، مما سيساعد على التعامل مع الإمدادات الإضافية من "أوبك+"، عند وصولها إلى السوق.

يواجه تحالف "أوبك+" مطالب داخلية لإلغاء تخفيضات الإنتاج الضخمة التي أدّت من ناحية إلى رفع الأسعار، لكنها من ناحية أخرى منعت بعض الدول من توسيع صناعاتها النفطية كما خططت. وحتى بعد إلغاء بعض القيود، ستظل هناك الملايين من براميل النفط الخام خارج السوق العالمية.

مشتريات محدودة من الصين

تهيمن على السوق اليومية التي يتم فيها شراء وبيع الشحنات الفعلية علامات تشير إلى فائضٍ بسبب ضعف شراء الصين للخام وكذلك مناطق أخرى، وهو ما يضعف ثقة التجار.

دفعت هوامش الربح الضعيفة لتكرير الديزل إلى شراء الصين كميات أقل من خام "إسبو" الروسي شائع الاستخدام من قبل المصافي الخاصة في الدولة الآسيوية، التي تتجه وارداتها من هذا الخام إلى أدنى مستوى لها منذ عدة سنوات في يونيو. وعلى نحو مماثل، واجهت بعض شحنات يوليو من خام "زاكوم" العلوي في أبوظبي صعوبة في إيجاد مشترين في سوقها الآسيوية الرئيسية، وفقاً للتجار.

كما تظهر مؤشرات ضعف أيضاً في كل من بحر الشمال والولايات المتحدة.

وأفاد التجار أن ما لا يقل عن 6 من أصل 8 شحنات "فورتيس" من بحر الشمال التي كانت مخصصة للتحميل في مايو لا تزال عالقة في البحر قبالة سواحل المملكة المتحدة نتيجة ضعف الشراء من آسيا. ولوضع الأمر في سياقه، اشترت الصين 4 ملايين برميل من هذا النوع للتحميل في أبريل، ومليوني برميل لشهر مارس.

شحنات تبحث عن مشترين

تحاول العديد من الشركات بيع خامات بحر الشمال لشهر يونيو منذ أسبوعين دون جدوى، في حين انتهى المطاف بناقلة عملاقة تحمل خامي "يوهان سفيردروب" و"أوسبيرغ" النرويجيين إلى تفريغ حمولتها في السويد. جاء ذلك بعد رحلة استغرقت يوماً واحداً من محطات التحميل في بحر الشمال، وهي رحلة قصيرة بشكل غير عادي بالنسبة إلى سفينة مصممة لنقل البضائع لآلاف الأميال.

يرى التجار أيضاً علامات أخرى على الهبوط في دورة تدولات شهر يوليو. فيوم الإثنين، تم إدخال شحنتين من خام "إيكوفيسك"، وشحنة من خام "أوسبيرغ"، والاثنان يُعتبران من الدرجات الممتازة، في ما يسمى بالسلاسل الآجلة، وهي آلية لتداول وتسليم خام بحر الشمال إلى السوق الفعلية.

تُستخدم السلاسل عادةً لأرخص ست درجات قياسية -وهي خامات "برنت" و"فورتيس" و"أوسبيرغ"، و"إيكوفيسك"، و"ترول" و"غرب تكساس الوسيط ميدلاند". واعتبر التجار أن التسلسل غير المعتاد لخامين ممتازين يشير إلى أن سوق شحنات الخام في يوليو قد تكون ضعيفة أيضاً. ومن المقرر أن تصل هذه البراميل إلى آسيا في منتصف الصيف، أو أواخره.

تهاوي الأسعار

في الولايات المتحدة، أفاد التجار أن ملايين البراميل من الخام الخفيف المعروضة للتحميل في يونيو لم يتم بيعها، مع تراجع الطلب من الصين.

أُعيد توجيه بعض هذه الكميات الآن إلى مصافي التكرير في الولايات المتحدة، حيث تظل الهوامش قوية، وبعضها يتجه ببطء إلى الأسواق الخارجية بخصومات أكبر.

لا يشكل أي من التطورات أمراً كارثياً في حد ذاته بالنسبة إلى "أوبك+" أو المراهنين على أن المجموعة ستدعم السوق. لكنها لا تشير إلى سوق تحولت إلى متفائلة بشكل حاسم حتى الآن.

وأشار ثلاثة تجار على الأقل في آسيا إلى إنه في حين أن براميل "أوبك+" لن تصل إلا في وقت لاحق من العام، فإن ذلك يضعف التوقعات، ويعني منحنى مستقبلياً أكثر مرونة، ما يؤدي بدوره إلى تهاوي الأسعار الأكثر فورية. ترددت هذه الآراء نفسها لدى ثلاثة تجار أوروبيين وأربعة أميركيين، والذين أشاروا إلى علامات على شراء صيني باهت.

انخفض مؤشر رئيسي لقياس قوة السوق الآسيوية -الذي يمثل علاوة العقود الآجلة للخام العُماني مقابل عقود مقايضة خام دبي- إلى 62 سنتاً للبرميل يوم الثلاثاء، وهو ما يزيد عن النصف مقارنة بالأسبوع السابق، بموازاة هبوط هوامش التكرير في آسيا إلى ما يقرب من أدنى مستوى منذ نوفمبر.كما تواصل الأرباح من إنتاج الوقود مثل البنزين والديزل التراجع، مع زيادة الشحنات من الشرق الأوسط والهند التي تغمر السوق.

رغم ذلك، هناك المزيد من العلامات المشجعة على الطلب الفوري من غرب أفريقيا، وهي منطقة تصدير مهمة حيث يمكن للبراميل أن تتوجه إلى مراكز الطلب الرئيسية.

تعافت مبيعات الخام النيجيري لشهر يونيو بعد خفض أسعار البيع الرسمية إلى أدنى مستوياتها في عدة أشهر، وأنهت المصافي الأوروبية العمليات الموسمية. ولم يتبق سوى أقل من 10 شحنات بانتظار مشترين لها، وفقاً لتجار، أضافوا أن إمدادات أنغولا لهذا الشهر بيعت تقريباً.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك