وقّع العراق، عقد مشروع مصفاة الفاو، أحد مشاريع ميناء الفاو الكبير، مع شركة تشاينا ناشونال كيميكال الصينية "سي إن سي إي سي" (CNCEC)، ضمن خطة لزيادة طاقة التكرير واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية وتوفير المنتجات النفطية محلياً، وفق بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية اليوم الأربعاء.
فازت شركات صينية، مطلع الأسبوع الجاري، باستثمار تطوير عدد من حقول النفط والغاز في العراق، ضمن مزايدة حكومية لترسية 29 مشروعاً في أنحاء البلاد، وذلك في استمرار توجه بغداد إلى الصين بعد تخارج شركات أميركية وأوروبية.
حث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الشركة الصينية على استثمار الوقت للإسراع في تنفيذ المشروع المهم للاقتصاد الوطني.
300 ألف برميل يومياً
تبلغ طاقة المصفاة 300 ألف برميل يومياُ، وستُراعى في تشييدها المعايير البيئية العالمية، والتكنولوجيا الحديثة للاستفادة من المشتقات النفطية لأغراض الاستهلاك المحلي وكذلك للتصدير مستقبلاً، بحسب البيان.
في منتصف أبريل الماضي، أعلن العراق عن إنجاز الأرصفة الخمسة لميناء الفاو الكبير وبنسبة 92%، إذ يعمل على تشغيله منتصف العام المقبل، ليلتحق به طريق التنمية عام 2029 ليكون أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في العراق والمنطقة.
أوضح البيان أنه من المقرر بناء المصفاة على مرحلتين، الأولى تتضمن أعمال تصفية، فيما تشتمل المرحلة الثانية على بناء مجمع للبتروكيمياويات بطاقة 3 ملايين طن سنوياً، إلى جانب تشييد محطة كهربائية بطاقة 2000 ميغا واط. كما يتضمن المشروع إنشاء أكاديمية الفاو لتكنولوجيا المصافي لتدريب 5 آلاف من الكوادر العراقية التي ستتولى إدارة المصفى مستقبلاً، حسب البيان الذي لم يتطرق إلى التكلفة ومصادر تمويلها أو المدة التي يستغرق تنفيذ المشروع.
قال السوداني، في فبراير الماضي، إن العراق مع إنتاجه لأكثر من 4 ملايين برميل يومياً، ما زال يستورد المشتقات النفطية، وهي سياسة كانت قائمة لطيلة عقود. لكنه شدد على أن بلاده تقترب من تأمين كامل احتياجاتها من المشتقات، في موعد أقصاه منتصف العام المقبل، وهو ما سيوفر مليارات الدولارات التي ستوظف في جوانب خدمية واقتصادية أخرى.
توجه العراق نحو الصين
الصين هي أكبر مشترٍ للخام العراقي وتستورد ما متوسطه 1.18 مليون برميل يومياً، أو 35% من النفط الخام العراقي. وكان العراق ثالث أكبر مورد للنفط إلى الصين في عام 2023، بعد روسيا والسعودية.
يتجه العراق نحو الشرق، وخاصة إلى الصين، إذ يسعى لزيادة قدرته الإنتاجية من النفط إلى 7 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2027 من نحو 5.4 مليون برميل يومياً في منتصف عام 2023، بعد موجة تخارج من جانب بعض الشركات الغربية.
أكد وزير النفط حيان عبد الغني لـ"الشرق" مطلع الأسبوع الجاري أن العراق، الذي يمثل ثاني أكبر منتج للبترول ضمن دول منظمة أوبك؛ "لم يأخذ حصته الحقيقية من إنتاج النفط الخام"، موضحاً أن القدرة الإنتاجية لبلاده حالياً "أكثر من 5.5 مليون برميل يومياً، لكن الحصة التي حُددت لنا من أوبك هي 4 ملايين برميل يومياً فقط".