انخفضت صادرات روسيا من النفط الخام والمنتجات النفطية في أبريل إلى أدنى مستوى منذ نهاية عام 2023 وسط شن هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية، وتخفيضات الإنتاج المخطط لها، مما يضغط على عائدات البلاد من النفط، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
قالت الوكالة ومقرها في باريس في تقريرها الشهري الذي نُشر الأربعاء، إن روسيا صدرت 7.3 مليون برميل يومياً الشهر الماضي، بانخفاض 6.4% عن مارس. وتظهر تقديرات وكالة الطاقة الدولية أن صادرات النفط الروسية خلال أبريل كانت الأدنى منذ خمسة أشهر.
أظهرت البيانات أن الجزء الأكبر من الانخفاض جاء من تدفقات المنتجات التي انخفضت 15% تقريباً إلى 2.3 مليون برميل يومياً في أبريل على أساس شهري.
وعوض ارتفاع أسعار النفط الخام والوقود الروسي جزئياً التأثير الذي تسبب فيه انخفاض الصادرات على إيراداتها. مع ذلك، كسبت روسيا في أبريل 17.2 مليار دولار من صادرات النفط، بانخفاض من 18.4 مليار دولار في مارس، وفق حسابات الوكالة.
إيرادات النفط في روسيا
تشكل صناعة النفط مصدراً رئيسياً للإيرادات في الميزانية الروسية، المثقلة بالإنفاق العسكري والاجتماعي المرتفع مع دخول غزو أوكرانيا عامه الثالث. وفي خطوة للحد من قدرة موسكو على تمويل الحرب، تهدف أوكرانيا وحلفاؤها في الغرب إلى تعطيل تدفق أموال النفط إلى الخزينة الروسية.
منذ بداية العام، استهدفت الحكومة في كييف مصافي التكرير الروسية الرئيسية بالطائرات المسيرة، وهي استراتيجية أدت في البداية إلى إلحاق أضرار كبيرة في منشآت معالجة النفط وانخفاض الإنتاج.
ومنذ أكثر من عام، وضع الغرب سقفاً لأسعار شراء النفط الروسي، وتقييد الوصول إلى خدمات التأمين والشحن الغربية بالنسبة للمنتجين والتجار والمشترين الذين لم يلتزموا بقيود الأسعار. ويظهر تقرير وكالة الطاقة الدولية أن الاستراتيجيات كان لها تأثير محدود فقط.
عودة سريعة للمصافي الروسية
قالت الوكالة الواقع مقرها في باريس إن "المصافي الروسية تفادت خسائر فادحة في الإنتاج" وسط شن هجمات الطائرات المسيرة. وقدرت الوكالة أن المصافي الروسية عالجت حوالي 4.9 مليون برميل يومياً في أبريل مقابل 5.2 مليون برميل يومياً في مارس، بسبب هجمات الطائرات المسيرة الأخيرة.
كما خفضت الوكالة تقديراتها لتأثير الهجمات على مصفاة التكرير الروسية. وأضافت: "نقدر الآن أن تأثير ضربات المسيرات سيقتصر على 150-200 ألف برميل يومياً في المتوسط" خلال الربع الثاني من عام 2024.
يبدو أن عمليات إعادة تشغيل المنشآت الروسية المتضررة تتم بشكل أسرع من المتوقع، بما في ذلك عودة مصفاة "توابسي" التابعة لشركة "روسنفت"، كما أن قدرة البلاد على استخدام الطاقة الاحتياطية لمعالجة الخام ساهمت في تقليص التأثير على إنتاجية النفط الخام"، حسبما ذكرت الوكالة.
تأثير سقف الأسعار واتفاق "أوبك+"
تظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية أن قيود الأسعار التي فرضها الغرب لشراء النفط الروسي لا تزال لها تأثير محدود على تدفق إيرادات النفط بالدولار. وقالت الوكالة إن متوسط أسعار التصدير المرجحة لكل أنواع مزيج الخام الروسي في أبريل ارتفع على أساس شهري، وظل أعلى من السقف الذي حددته مجموعة السبع.
وأضافت: "ظلت أسعار المنتجات المميزة أقل من السقف السعري، في حين تجاوزت المنتجات التي تُباع بخصم الحد الأقصى لسعرها".
تأثرت الصادرات الروسية أيضاً بتخفيضات الإنتاج الطوعية ضمن اتفاقياتها مع منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك+). وقالت وكالة الطاقة الدولية: "نفذت روسيا بعض التخفيضات التي وعدت بها خلال الربع الثاني من 2024 ضمن اتفاقها مع (أوبك +)"، مشيرة إلى أن إنتاج روسيا من النفط الخام بلغ في أبريل 9.3 مليون برميل يومياً. وأوضحت أنه في حين أن هذا الرقم يمثل انخفاضاً بمقدار 150 ألف برميل يومياً على أساس شهري، إلا أنه لا يزال أعلى بمقدار 200 ألف برميل يومياً من المستوى الضمني المستهدف.