حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من أن الهجمات الأخيرة التي شنتها أوكرانيا على مصافي النفط الروسية، تخاطر بالتأثير على أسواق الطاقة العالمية، وحض كييف على التركيز على الأهداف العسكرية بدلاً من ذلك.
مع تدهور الوضع في ساحة المعركة في أوكرانيا بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة، تحولت كييف بشكل متزايد إلى شن ضربات في عمق الأراضي الروسية، بما في ذلك البنية التحتية. تأتي هذه الضربات في إطار محاولة لخفض إمدادات الوقود للجيش الروسي، فضلاً عن خفض عائدات الصادرات التي تستخدمها موسكو لتمويل الحرب.
وقال أوستن أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء إن "هذه الهجمات يمكن أن يكون لها تأثير غير مباشر على وضع الطاقة العالمي"، مضيفاً: "من الأفضل لأوكرانيا أن تلاحق الأهداف التكتيكية والعملياتية التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على المعركة الحالية".
تحقيق التوازن
تكافح الولايات المتحدة من أجل تحقيق التوازن بين خفض عائدات الرئيس فلاديمير بوتين من صادرات النفط التي تغذي الحرب، والحفاظ على إمدادات أسواق الطاقة العالمية لتهدئة التضخم وتخفيف الهبوط الناعم للاقتصاد العالمي.
وتقول إن أداتها الرئيسية، وهي تحديد سقف لأسعار صادرات النفط الروسية، كانت ناجحة، لكن المخاوف تتزايد مع ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى أعلى مستوياتها منذ ستة أشهر تقريباً، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى التوترات في الشرق الأوسط.
محاربة التضخم
قد تم انتقاد تصريحات أوستن على الفور من قبل عضو مجلس الشيوخ الجمهوري توم كوتون، الذي اتهم الإدارة بتثبيط العمل الأوكراني الفعال لأسباب سياسية. قال كوتون: "يبدو لي أن إدارة جو بايدن لا تريد لأسعار النفط أن ترتفع في عام الانتخابات".
أمضى الرئيس جو بايدن معظم فترة رئاسته في محاربة التضخم، بما في ذلك ارتفاع سعر البنزين على المستهلكين الأميركيين.
تراجعت صادرات روسيا من النفط الخام المنقولة بحراً في الأسبوع الأول من أبريل من أعلى مستوياتها منذ بداية العام والتي بلغتها في نهاية الشهر الماضي، مع تراجع الشحنات من موانئ البلطيق في البلاد.
كان الانخفاض في الأسبوع الماضي مدفوعاً بعدد أقل من الشحنات من بريمورسك وأوست-لوجا، حيث انخفضت الأحجام بنحو 20%، وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها "بلومبرغ".
وجاء هذا الانخفاض في أعقاب زيادة في التدفقات من تلك الموانئ في الأسبوعين الأخيرين من شهر مارس، وسط ضربات الطائرات المسيرة الأوكرانية التي استهدفت المصافي، والتي ربما تكون قد أدت إلى تحويل النفط الخام للتصدير بدلاً من معالجته.
قصفت أوكرانيا أكثر من 12 مصفاة نفط روسية منذ بدء هجومها الجوي في أوائل يناير، بما في ذلك بعض أكبر المحطات في البلاد، وفقاً لجيورجي ريفيشفيلي، المستشار الكبير السابق لمجلس الأمن القومي الجورجي.
اقرأ أيضاً: مصر تطلب من روسيا السماح لسفينة قمح محتجزة بالإبحار لموانئها
وكتب أن أوكرانيا نفذت واحدة من أطول ضربات الطائرات المسيرة في الحرب حتى الآن في 2 أبريل، حيث أصابت مصفاة نفط في منطقة تتارستان الروسية على بعد نحو 1300 كيلومتر (800 ميل) من الحدود الأوكرانية.
فرص عمل للأميركيين
وكرر أوستن نداء الإدارة إلى الكونغرس للموافقة على مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، بحجة أن مثل هذه المساعدات توفر أيضاً فرص عمل للعمال الأميركيين، من خلال زيادة الإنتاج الدفاعي الأميركي.
وقال أوستن أمام لجنة مجلس الشيوخ إن أكثر من 50 مليار دولار من الميزانية الإضافية للأمن القومي سيتم توزيعها على أكثر من 30 ولاية. وقال قادة البنتاغون إن هذه الأموال ستعزز عمل صناعة الدفاع، بما في ذلك الذخائر والغواصات.
أجاب وزير الدفاع أيضاً على أسئلة حول الحرب بين إسرائيل و"حماس"، حيث تم إيقاف إجراءات اللجنة عدة مرات، بينما تحدث أوستن وآخرون أمام المتظاهرين وهم يهتفون "عار عليك" و"أوقفوا قصف غزة".
اقرأ أيضاً: بوتين وترمب يجبران أوروبا على إعادة النظر بالصناعة الدفاعية
وكرر أوستن قول بايدن بأن إسرائيل يجب أن تفعل المزيد لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وقال إن الولايات المتحدة ليس لديها أي دليل على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة. لكنه شدد على أن المجاعة الجماعية في غزة ستؤدي إلى تفاقم الوضع في الشرق الأوسط، وتؤدي إلى صراع طويل الأمد.
وقال: "إذا كانت إسرائيل تريد نجاحاً دائماً، فعليها أن تعالج الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني وليس بطريقة هامشية، بل بطريقة ذات معنى".