قالت مالين بلومبرغ، نائبة المدير الإقليمي لشمال أفريقيا في البنك الأفريقي للتنمية، إن جائحة كورونا شكَّلت فرصة لتشجيع دول المنطقة وأفريقيا على اعتماد سياسات إصلاحية من شأنها أن تدعم اقتصادها، وأشارت إلى أن بنك التنمية الأفريقي مستمر في دعم الحكومات والقطاع الخاص لتأمين الاستقرار الاقتصادي، كما أنه مهتم بتمويل مشاريع الطاقة النظيفة في أفريقيا.
وقالت بلومبرج في مقابلة عبر قناة "الشرق للأخبار" مع الإعلامية مايا حجيج إن بنك التنمية الأفريقي وفر خلال العام الماضي تمويلات كبيرة لميزانيات الدول الأفريقية لمساندتها في تأمين العناية الطبية اللازمة وشراء اللقاحات.
تشجيع اعتماد الإصلاحات
وأشارت بلومبرغ إلى أن جائحة كورونا غيَّرت الآفاق الاقتصادية لدول شمال أفريقيا باستثناء مصر التي كانت الدولة الوحيدة على صعيد المنطقة التي حققت نموا بلغ 3.6% ويعود ذلك إلى ثلاث أسباب هي ارتفاع حجم الاستهلاك، وتجنب الإقفال العام في ظل الجائحة، والإصلاحات الاقتصادية التي اعتمدتها الحكومة المصرية منذ العام 2016 والتي وفّرت بيئة مرنة واقتصاداً قوياً.
وأكدت أن بنك التنمية الأفريقي يُشجع دول القارة على تعزيز جهودها الإصلاحية بما يكفل تطوير اقتصادها، ولا سيما في كل من الجزائر وتونس وليبيا، لافتة إلى أن أزمة كورونا شكّلت فرصة لدول المنطقة لاتخاذ إصلاحات جريئة من شأنها أن دعم اقتصادها.
دعم الطاقة النظيفة في أفريقيا
وقالت بلموبرغ إن تمويل الطاقة النظيفة تأتي في مقدمة أولويات بنك التنمية الأفريقي، حيث موّل البنك سابقاً في مصر كلاً من محطة "بنبان" ومحطة "كوم أمبو" للطاقة الشمسية، وكذلك الأمر في المغرب، لافتة إلى مبادرة البنك لتحويل الصحراء إلى مصدر للطاقة بهدف تعزيز إنتاج الطاقة النظيفة وزيادة وتيرة التصنيع في دول شمال أفريقيا.
وأفادت بأن مصر لديها خبرة كبيرة في مجال مشاريع الطاقة المتجددة واستقطاب استثمارات القطاع الخاص لإنتاج الكهرباء، مما لعب دوراً مهماً في تشجيع دول المنطقة على أن تتبع خطاها في هذا المجال.
واعتبرت المسؤولة ببنك التنمية الأفريقي أن الطاقة المتجددة تدعم البنية التحتية، وتحقق النمو الاقتصادي وتخلق فرص عمل، لذلك يحرص بنك التنمية الأفريقي على توفير الدعم للبرامج الحكومية والقطاع الخاص في مجال البنية التحتية، ووقع اتفاق تمويل لمشروع صرف صحي في مصر بقيمة 191 مليون يورو، ويتطلع لدعم مشاريع السكك الحديدية، والنقل، وصلاح قطاع الكهرباء.
وأكدت بلومبرغ أن كل الدول الأفريقية بحاجة متساوية للاستثمارات التي تدعم البنية التحتية، وفي هذا السياق يسعى بنك التنمية الأفريقي إلى استقطاب القطاع الخاص لدعم الحكومات في إنشاء هذه المشاريع.