أفادت أكبر شركة منتجة للطاقة في الصين أن الطلب المحلي على النفط دخل مرحلة النمو المنخفض، مع بدء تأثير عمليات إزالة الكربون على استهلاك الوقود الأحفوري.
قال لو روكوان، رئيس معهد أبحاث الاقتصاد والتكنولوجيا التابع لمؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC)، إن الإقبال المتزايد على السيارات الكهربائية، وكذلك الشاحنات العاملة بالغاز الطبيعي المسال، سيسهم في استبدال نحو 20 مليون طن، أو ما يعادل 10% إلى 12% من استهلاك البلاد للبنزين والديزل على التوالي هذا العام.
مع ذلك، سيواصل الطلب الإجمالي على النفط الخام النمو، بفضل التوسع في قطاع البتروكيماويات، حسب ما قاله لو في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ".
سهولة الوصول إلى الوقود الأحفوري
تعد الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، وربما يؤثر تباطؤ نمو الطلب هذا العام على أسعار النفط الخام العالمية. ومع ذلك، أخفقت التوقعات السابقة المتعلقة بالجداول الزمنية ومستويات ذروة الطلب، حيث كان الوصول إلى الوقود الأحفوري، من النفط إلى الفحم، أكثر سهولة في أكبر اقتصاد في آسيا، رغم التوسع السريع في الطاقة المتجددة.
الصين تهيمن على 96% من منشآت توليد الطاقة بالفحم عالمياً
حددت بكين هدف نمو سنوي قدره 5% تقريباً هذا الأسبوع، وهو هدف قد يزيد الضغط على كبار القادة لإطلاق مزيد من الحوافز في وقت تحاول فيه الحكومة تعزيز الثقة في اقتصاد يصطدم بركود طويل الأمد في العقارات وانكماش راسخ.
حتى مع نمو الطلب على النفط الخام بنسبة 1% فقط، فإن مصادر الطاقة الجديدة الأخرى ستكون قادرة على دعم النمو الاقتصادي الشامل بنسبة 5%، وفقاً لما قاله لو، الذي تعكس تصريحاته النتائج الواردة في التوقعات السنوية لمعهد أبحاث الاقتصاد والتكنولوجيا.
اعتماد الصين على واردات النفط
تابع لو أن صُناع السياسة يشعرون بالقلق إزاء اعتماد الصين على الواردات، حيث تستورد أكثر من 70% من مخزونات النفط الخام و40% من الغاز الطبيعي، وهذا يعني أن الدولة "حساسة، لكنها ليست عرضة للمخاطر"، مستشهداً بإنتاج النفط والغاز المحلي، فضلاً عن قنوات الاستيراد المتنوعة كعوامل لتقليل حدة المخاطر.
تراجع موسمي في واردات الصين من النفط خلال يناير وفبراير
في الوقت نفسه، ذكر أن الصين تريد ثورة في النفط الصخري على غرار الولايات المتحدة لتحقيق أمن الطاقة. وأضاف أن إنتاج البلاد من النفط الصخري قد يرتفع إلى 10 ملايين طن سنوياً بحلول 2035.
وأنتجت الصين 4 ملايين طن من النفط الصخري في 2023، وتعتبر زيادة إنتاجها إلى 10 ملايين طن هدفاً طموحاً، نظراً لكمية المياه التي قد تحتاجها لمثل هذا الإنتاج.
بالنسبة لسوق النفط الخام العالمية، لم تؤثر المخاطر الجيوسياسية الحالية، مثل الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، بشكل كبير على الأسعار، وفقاً للو. كما أوضح أن قطاع الطاقة تحول من كونه سوق يتحكم فيها البائعون إلى سوق تعتمد على المشترين، نظراً للتحول في مجال الطاقة وإنتاج النفط الصخري الأميركي، وبالتالي فإن المنتجين، من روسيا وحتى المملكة العربية السعودية، سيسارعون لبيع مزيداً من النفط.