صعود تكاليف الشحن وتعطل وصول الواردات فاقما أوجاع المشترين

ارتفاع أسعار النفط الروسي يؤدي إلى تآكل أرباح مصافي الهند

شاحنات نقل النفط خارج مصفاة نفط تديرها شركة "هندوستان بتروليوم" بمدينة مومباي في الهند - المصدر: بلومبرغ
شاحنات نقل النفط خارج مصفاة نفط تديرها شركة "هندوستان بتروليوم" بمدينة مومباي في الهند - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تواجه مصافي التكرير التي تديرها الدولة في الهند تحولاً في الأوضاع المالية حيث بات النفط الروسي الذي كان رخيصاً في السابق أكثر تكلفة وصعب المنال، مما يضغط على أرباح الشركات التي كانت تستفيد من حرب موسكو على أوكرانيا.

أدت الهجمات في البحر الأحمر إلى ارتفاع أسعار الشحن، بينما عطلت العقوبات الأميركية الأشد صرامة وصول بعض الشحنات الروسية المتجهة إلى الهند، مما رفع التكاليف. ربما يضطر ذلك بعض شركات معالجة النفط الخام إلى شراء براميل باهظة من الموردين في الشرق الأوسط، وهو ما سيؤدي إلى تآكل هوامش الربح بطريقة أكبر، حسبما يقول تجار ومحللون.

تضطر الهند لاستيراد 88% من احتياجاتها من النفط الخام، واستفادت البلاد من انخفاض سعر النفط الروسي بعد نشوب الحرب في أوكرانيا بينما تجنب آخرون شراء براميل النفط من موسكو، لكن هذه التجارة تتعرض الآن لضغوط، بعدما ساعدت في وضع شركات تكرير الخام المملوكة للدولة على مسار انتعاش صافي الدخل للسنة الجارية.

هوامش الأرباح

يرى هارديك شاه، مدير شركة التصنيف الائتماني والتحليلات "كير إيدج غروب"، أن هوامش أرباح التكرير الإجمالية لشركات المصافي بما فيها "إنديان أويل" (Indian Oil) هبطت في الربع السابق جراء صعود أسعار الشحن. وتتوقع الشركة تحقيق هوامش أرباح أقل لمصافي التكرير إلى حد الآن خلال السنة المالية الحالية، لكنها ما زالت أعلى من مستويات ما قبل اندلاع الحرب.

نفط روسيا المنقول بحراً يواجه مخاطر مع عزوف الهند عن الشراء

تبيع المصافي التي تديرها الدولة الوقود في السوق المحلية بصفة أساسية ولا تستفيد من زيادة الأسعار خارجياً، على عكس شركات التكرير الخاصة التي تركز على التصدير بما فيها "ريلاينس إندستريز"، والتي تتمتع أيضاً بمرونة أكثر في عمليات شراء الروسي والمدفوعات.

ولم ترد شركات "إنديان أويل" و"بهارات بتروليوم" و"هندوستان بتروليوم" في حينه على رسائل البريد الإلكتروني تطلب التعليق على موضوع هوامش الأرباح.

تتوقع "كير إيدج" بقاء هوامش الأرباح الإجمالية عند 10 دولارات تقريباً للبرميل، طالما بقيت أسعار النفط الخام أقل من 90 دولاراً، وهو مستوى لم يتجاوزه خام برنت (الذي يُنظر له كمعيار للسوق العالمية) منذ أكتوبر الماضي. واقترب سعر خام برنت في العقود المستقبلية اليوم من 83 دولاراً.

تأثير أزمة البحر الأحمر

امتد تأثير الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون على الشحن في البحر الأحمر إلى تجارة الوقود عالمياً. وبلغ متوسط وصول الوقود من الهند إلى أوروبا 18 ألف برميل فقط يومياً خلال أول أسبوعين من فبراير الجاري، بانخفاض يفوق 90% بالمقارنة مع متوسط يناير الماضي، بحسب شركة "فورتيكس" (Vortexa).

ستؤثر الاضطرابات على الأرجح إلى حد ما على شركتي "ريلاينس" و"نايارا إنرجي" (Nayara Energy) رغم أنهما لا تزالان تملكان خيارات تصدير عبر آسيا وأفريقيا. منح النفط الروسي الأرخص شركات التكرير الهندية قدرة تنافسية أكبر من أقرانها في كوريا الجنوبية وسنغافورة وعبر كافة أنحاء العالم.

وإذا خسرت الهند الميزة التي تحظى بها من الخام الروسي، فستتلاشى أي أفضلية لهامش أرباح التكرير، بحسب موكيش ساهديف، رئيس تجارة النفط وبحوث التكرير والتسويق في "ريستاد إنرجي".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك