تنقل مجموعة "بي إتش بي" مقراتها للاستكشاف إلى "تورنتو"، في أحدث خطوة تتخذها أكبر شركة تعدين في العالم لتركيز خطوط نموها على المعادن المستقبلية مثل النحاس والنيكل.
ويأتي الانتقال إلى المدينة الأكثر كثافة بالسكان في كندا بعد دخول "بي إتش بي" في شراكة في أغسطس الماضي مع "ميدلاند إكسبلوريشين" (Midland Exploration Inc) لاستكشاف النيكل في أقصى شمال مقاطعة كيبك حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة في الشتاء 30 درجة مئوية تحت الصفر. كما تدعم "بي إتش بي" مجهودات "ميدلاند" لاستكشاف النحاس في نفس المنطقة.
وقالت لاورا تايلور، المدير الفني لدى "بي إتش بي" في خطاب في مؤتمر تعدين في "تورنتو": "يصبح النيكل سريعاً العامل الرئيسي في تكنولوجيا البطاريات، ويلعب دوراً أساسياً في مجهودات العالم لخفض الانبعاثات الكربونية".
وتتوقع تايلور "عصراً ذهبياً" للاستكشاف في السنوات المقبلة، حيث يساعد الابتكار والتكنولوجيا الجديدة على الإفراج عن موارد المستقبل.
طفرة في البحث عن المعادن الخضراء
ارتفع الإنفاق على التنقيب في أستراليا، مركز المعادن العالمي، والمقر الرئيسي لشركة "بي إتش بي"، في الربع المنتهي في ديسمبر، إلى أعلى مستوى منذ أكثر من سبع سنوات وسط تزايد الأحاديث عن دخول السلع في دورة فائقة جديدة، وهو ما يحفز شركات التعدين على البحث عن رواسب جديدة في جميع أنحاء العالم من المعادن التي ستقود التحول إلى الطاقة النظيفة، بما في ذلك النيكل والنحاس.
وقال مايك هنري، المدير التنفيذي للشركة في مكالمة مع المساهمين يوم الخميس: "لقد كنا واضحين للغاية في أننا نريد تأمين المزيد من الخيارات في السلع المستقبلية".
ولكن هنري يرى أن ارتفاع أسعار الأصول حالياً يجعل عمليات الاستحواذ ذات القيمة المضافة في تلك القطاعات أمراً غير مرجح، وهو ما قد يعني المزيد من التركيز على الاستكشاف للحصول عن موارد جديدة.
وقالت تايلور، يوم الأربعاء، إن إنتاج النيكل ينبغي أن يزداد أربعة أضعاف تقريباً لتلبية الطلب المتوقع على السيارات الكهربائية والهجينة، وبالمثل، سيحتاج إنتاج النحاس أيضاً النمو بشكل كبير لتلبية الطلب من القطاعات بما في ذلك توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والبنية التحتية سريعة الشحن.
وتتوقع "بي اتش بي" أن يكون لديها حوالي 50 موظفاً في مكتب تورنتو، بما في ذلك فريق القيادة العليا للاستكشاف. وكان مقر الوحدة سابقاً في سانتياغو بتشيلي، ومن المتوقع أن يفتح المقر الجديد، الأقرب إلى الأسواق الرئيسية للشركة، باباً للمزيد من الفرص في التمويل والتوظيف.
وقالت تايلور: "لكي تمتلك أفضل الأصول في أفضل السلع، يتعين عليك البحث عنها وتطويرها في وقت مبكر.. وذلك يتطلب تخيل كيف يمكن أن يبدو العالم بعد 50 أو حتى 100 عام من الآن".