يدفع ارتفاع أسعار الشحن مشتري الخام في آسيا إلى التحول لشراء مزيد من نفط الشرق الأوسط، وهو ما يدعم بدوره أسعار السوق الفورية.
قال المتعاملون إن القفزة في أسعار الشحن مدفوعة بموجة من حجوزات السفن، وتجعل الخامات التي تُشحن لمسافات طويلة مثل التدفقات الأميركية مكلفة للغاية على المستهلكين الآسيويين. وأدى ذلك إلى زيادة إقبال المشترين على البراميل الفورية من الخليج العربي، مما عزز علاوات الشحن وساعد على دعم السوق في الوقت نفسه.
شهدت أسعار النفط تقلبات ملحوظة منذ بداية العام، حيث يُقيم التجار توقعات الطلب، فضلاً عن مجموعة كبيرة من التوترات الراهنة في الشرق الأوسط. وسلط قرار المملكة العربية السعودية بخفض أسعار النفط الرسمية المشحونة إلى آسيا الضوء على الضعف الكامن في السوق، لكن القفزة في أسعار الشحن يتردد صداها الآن في السوق.
كتب كريستوفر هينز وأناستازيا زانيا، المحللان في "إنرجي أسبكتس" (Energy Aspects Ltd)، عبر مذكرة: "ارتفاع أسعار الشحن يعطي أفضلية خاصة لخامات الشرق الأوسط. كما أن الزيادة الأكبر في أسعار الشحن على ساحل الخليج الأميركي دفعت بالفعل شركات التكرير اليابانية والهندية إلى شراء خام مربان، وربما جاء ذلك على حساب غرب تكساس الوسيط"، في إشارةٍ منهما إلى درجة الخام التي تُصدرها أبوظبي والخام المعياري في السوق الأميركية.
علاوات خامات الشرق الأوسط
ارتفعت علاوة العقود المستقبلية لخام مربان يوم الثلاثاء، لتتجاوز دولاراً واحداً للبرميل مقابل "خام دبي الذي يُنظر له كمعيار أساسي في منطقة الشرق الأوسط، وهي أعلى علاوة مسجلة بينهما منذ 27 نوفمبر الماضي، وفقاً لبيانات "بي في إم أويل أسوشيتس" (PVM Oil Associates). كما قفزت العقود المستقبلية لخام عمان لأعلى مستوياتها في أكثر من شهر.
تعززت أسعار الشحن خلال الأسبوع الماضي إثر موجة من حجز الناقلات العملاقة المخصصة للرحلات الطويلة من قبل شركة "سينوكور مرشنت مارين" (Sinokor Merchant Marine)، مما قلص توافر السفن في السوق. وارتفعت أسعار الشحن للرحلة من ساحل الخليج الأميركي إلى الصين لتصل إلى 9.86 مليون دولار يوم الثلاثاء، بزيادة مليوني دولار تقريباً عن الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات بورصة البلطيق.
كما أعطت الهجمات على السفن في البحر الأحمر دفعة إضافية لأسعار الشحن. حيث شن المتمردون الحوثيون في اليمن واحدة من أكبر هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة حتى الآن على ممرات الشحن التجارية في البحر الأحمر في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، ما يسلط الضوء على التوترات المستمرة في المنطقة.
لا يتوقع محللو "إنرجي أسبكتس" تطبيق "زيادات مماثلة في أسعار الشحن على مدار الأسبوع، بل ستحافظ على ارتفاعها قبل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في الولايات المتحدة على خلفية تراجع عدد سفن الشحن المتوفرة، والمعنويات القوية عموماً، وعراقيل عمليات الشحن من سفينة إلى أخرى الناجمة عن ظروف الطقس". وتجدر الإشارة هنا إلى أن يوم 15 يناير هو عطلة فيدرالية في الولايات المتحدة.