بدأت أكبر شركة منتجة للغاز المُسال في روسيا الإنتاج بمشروع "آركتيك 2"، رغم العقوبات الأميركية، في خطوة قد توفر قدراً من الطمأنينة لسوق الوقود العالمية المحدودة.
قال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، في مقابلة مع قناة "روسيا 24 تي في" الحكومية، اليوم الأربعاء، إن تشغيل وحدة الإسالة الأولى في المشروع، الذي تديره (نوفاتك) (Novatek PJSC) قد بدأ، متوقعاً خروج أول شحنة من هذا المشروع خلال الربع الأول من العام المقبل.
تقع المنشأة على شبه جزيرة غيدان في الدائرة القطبية الشمالية، وتعد ثاني أضخم مشروعات "نوفاتك"، وهي بمثابة عامل حاسم لروسيا في تحقيق هدف مضاعفة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 3 مرات، ليبلغ 100 مليون طن بنهاية العقد الجاري.
تعزيز الإمدادات العالمية
هددت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الشركة المُشغلة للمشروع في نوفمبر الماضي هذا الهدف الطموح؛ إذ أرسلت "نوفاتك" إلى بعض مشتري الغاز الطبيعي المسال إخطارات بالتعرض للقوة القاهرة في وقت سابق من الشهر الجاري، كما أعلن الشركاء الأجانب حالة القوة القاهرة على مشاركتهم في المشروع أيضاً، بحسب ما كشفته صحيفة "كومرسانت" في وقت سابق من هذا الأسبوع، نقلاً عن أشخاص لم تسمهم في الحكومة الروسية.
تملك "نوفاتك" حصة 60% من الشركة المُشغلة للمنشأة الموجودة بالدائرة القطبية الشمالية، فيما يملك كل من "توتال"، وشركتي "الصين الوطنية للبترول" (CNPC) و"سنوك" الصينيتين، واتحاد ياباني بين شركتى "ميتسوي آند كو" و"جوغميك" (Jogmec)، حصة 10%.
قد تزيد صادرات "أركتيك 2" الإمدادات الإجمالية، في الوقت التي يتزايد فيها اعتماد العالم، لا سيما أوروبا، على الوقود بالغ البرودة لتلبية احتياجات الطاقة، فلا تزال أوروبا تستورد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المُسال من روسيا، رغم توقف التدفقات المنقولة عبر الأنابيب بشكل كبير.
سيضم المشروع 3 وحدات إسالة يمكنها إنتاج إجمالي 19.8 مليون طن سنوياً، ويُنتظر أن تصل الأولى إلى قدرتها الإنتاجية المخطط لها عند 6.6 مليون طن خلال الربع الأول في 2024، فيما يُتوقع أن يبدأ تشغيل وحدتي الإنتاج الثانية والثالثة في 2024 و2026، على التوالي.
قيود على الشحن
لا تعني القوة القاهرة بالضرورة عدم خروج أي شحنات من "آركتيك 2"، بحسب شركة "إنيرجي أسبكتس" (Energy Aspects).
في مذكرة أُرسلت عبر البريد الإلكتروني الأسبوع الماضي، كتب جيك هورلسن، كبير محللي الغاز الطبيعي المسال لدى "إنيرجي أسبكتس" في لندن، أن "الصادرات ستعتمد على مدى قدرة (نوفاتك)، أو أي كيان روسي آخر، على تسليم كميات من المشروع، في ظل العدد المحدود من المشترين المحتملين الراغبين في تجاهل العقوبات الأميركية. لذلك، يُرجح أن يمثل الشحن عاملاً يقيد صادرات (آركتيك 2)".
طُلب شراء 21 ناقلة كاسحة للجليد للمشروع، تضم 6 سفن من شركة "هانوها أوشن" (Hanwha Ocean Co) الكورية الجنوبية، التي عُرفت سابقاً باسم "دايو شيب بلدينغ آند مارين إنجنيرنغ"، و15 ناقلة غاز طبيعي مُسال من شركة "زفيزدا" (Zvezda) الروسية لصناعة السفن، وقد أجلت الأخيرة إنجاز السفن الخمس الأولى في ظل العقوبات الغربية التي حظرت تصدير بعض إمدادات تجهيز الناقلات إلى روسيا. وتتوقع "نوفاتك" استلام تلك الناقلات في عام 2024، بدلاً من العام الجاري.
3 ناقلات غاز كاسحة للجليد
كما كان من المقرر أيضاً أن تستلم الشركة العام الجاري ثلاث ناقلات للغاز الطبيعي المُسال كاسحة للجليد، صنّعتها "هانوها أوشن" واستأجرتها شركة "ميتسوي أو إس كيه لاينز" (MOL) اليابانية، إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان "آركتيك 2" قد استلمها أم لا. أما السفن الثلاث المتبقية المقرر أن تصنعها الشركة الكورية، فقد طلبت "سوفكومفلوت" (Sovcomflot)، أكبر شركة شحن في روسيا، شراءها، إلا أنه جرى إنهاء التعاقد في ظل العقوبات.
في يونيو الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة "نوفاتك"، ليونيد ميخيلسون، إن التعاقد مع "هانوها" جارٍ نقله إلى مالك آخر، وإن الناقلات قيد التصنيع والمشكلة كانت في "سوفكومفلوت"، بحسب تقرير نشرته "كومرسانت".