تستعد الصين لمطالبة الولايات المتحدة بإعفاء مشروع روسي جديد لتصدير الغاز الطبيعي المسال من العقوبات، في ضوء سعي شركاتها إلى منع أي اضطرابات في تدفق نوع من الوقود بالغ الأهمية في تدفئة المنازل وتشغيل القطاع الصناعي.
تمتلك كل من "سينوك" (Cnooc) و"الصين الوطنية للبترول" (CNPC)، التابعتين للدولة، حصة في مشروع القطب الشمالي "آركتيك2" للغاز الطبيعي المسال في روسيا، الذي تملك شركة "نوفاتك" الروسية 60% من أسهمه. وتعتزم الشركتان التقدم بطلب للولايات المتحدة بهدف إعفاء المشروع من العقوبات بسبب تهديد الإجراءات الأميركية لعمليات التسليم، وفقاً لأشخاص على دراية بالموضوع طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لاعتبارات السرية.
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على المشروع في نوفمبر، بعد توسيع نطاق القيود التي تفرضها على الشركات الروسية في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.
وقال هؤلاء الأشخاص إن سفن الغاز الطبيعي المسال قد تصبح مخالفة لما فرضته الولايات المتحدة من عقوبات إذا قامت بنقل الوقود من مشروع "آركتيك2". وأضافوا أن "سينوك" و"الصين الوطنية للبترول" تستوردان الغاز الطبيعي المسال أيضاً من الولايات المتحدة، ولذلك لا ترغبان في تهديد وارداتهما من مشروعات أميركية.
تعتبر الصين أكبر دولة مستوردة للغاز الطبيعي المسال في العالم، وهي تستورد كميات كبيرة من الغاز الروسي عبر خطوط أنابيب أرضية. ولم ترد شركتا "سينوك" و"الصين الوطنية للبترول" فوراً على رسائل إلكترونية بطلب التعليق.
أسطول الظل الروسي
هذا الطلب يعتبر خطوة نادرة من جانب الصين، التي تميل إلى استخدام وسائل أخرى للالتفاف على العقوبات التي تفرضها غريمتها السياسية. وعلى سبيل المثال، استطاعت روسيا تجنب القيود المفروضة على صادراتها من النفط إلى الصين بمساعدة "أسطول الظل" من السفن المنفصلة عن قطاع النقل البحري العالمي، بحيث تستطيع إخفاء منشأ البضائع التي تحملها. غير أن سفن الغاز الطبيعي المسال مجهزة خصيصاً لأن تنقل هذا الوقود فائق التبريد من منشآت تصديرية هائلة في حجمها، ومن شبه المستحيل أن تستطيع إخفاء تحركاتها.
الاتحاد الأوروبي يتوصل لآلية تحظر واردات الغاز الروسي
في الوقت نفسه، يتعرض إطلاق عملية التصدير من مشروع "آركتيك2" للغاز الطبيعي المسال لخطر التأجيل بعد إخطار شركة "نوفاتك" بعض عملائها بحالة القوة القاهرة على الصادرات عقب إعلان الإجراءات الأميركية. وكانت الشركة الروسية تعتزم الإنتاج من أول خط من خطوطها الثلاثة في المشروع بحلول نهاية هذا العام، على أن يبدأ التصدير في أوائل 2024.