قرر أحدث مشروعات الغاز الطبيعي المسال في روسيا تأجيل الإمدادات بعد إعلان الشركة عن توقف التصدير لأسباب قهرية عقب فرض العقوبات الأميركية. كما ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا عقب نشر خبر التوقف.
أرسلت شركة "نوفاتك" الروسية (Novatek)، التي تدير مشروع "آركتيك2" للغاز الطبيعي المسال، إخطاراً إلى بعض مستوردي الغاز بتعرضها لقوة قاهرة، بحسب أشخاص مطلعين رفضوا ذكر أسمائهم بسبب سرية هذه التفاصيل. وقالوا إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على المشروع في نوفمبر الماضي جعلت من المستحيل تصدير أي شحنات في الوقت الحالي.
يسمح بند القوة القاهرة للشركات بتعليق عمليات التسليم بسبب أمور خارجة عن إرادتها.
ورغم ضبابية توقعات التصدير من المشروع الجديد منذ البداية بسبب الإجراءات الأميركية، فإن الإشعار الأخير يعطل عمله والإنتاج منه تعطيلاً فعلياً، ويحرم السوق العالمية من إمدادات إضافية من الغاز الطبيعي المسال هذا الشتاء.
كانت "نوفاتك" تخطط لبدء الإنتاج بحلول نهاية العام بهدف تصدير أول شحنة من المشروع في بداية عام 2024.
واصلت أسعار الغاز الأوروبية ارتفاعها، محلقة بنسبة 8.3% إلى 36.29 يورو لكل ميغاواط/ ساعة. وتحول سهم "نوفاتك" في موسكو من الربح إلى الخسارة بعدما فقد مكاسبه الأولى وانخفض بنسبة 4.8% ، متجهاً صوب أدنى مستوى للإغلاق منذ يوليو.
نقص شديد في نمو معروض الغاز عالمياً
قال محلل "بلومبرغ إنتليجنس" تالون كستر: "إن أول شحنة تنتجها شركة (نوفاتك) من مشروع (آركتيك2) للغاز الطبيعي المسال ستشكل جزءاً كبيراً من إمدادات الغاز المسال المتوقع أن يبدأ ضخها في عام 2024".
وأضاف: "إذا تأخر المشروع فترة طويلة أو لم يصدر أي شحنات في العام المقبل، سيؤدي ذلك إلى نقص شديد في نمو إمدادات الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم إلى حوالي 2.5% مقابل 3.5% متوقعة. وقد يتسبب نمو العرض بنسبة أقل من المتوقعة في زيادة الأسعار وتقلباتها".
الاتحاد الأوروبي يتوصل لآلية تحظر واردات الغاز الروسي
يحظى مشروع "آركتيك2" للغاز الطبيعي المسال بأهمية بالغة في طموح روسيا إلى زيادة إنتاجها بما يتجاوز ثلاثة أضعاف المستوى الحالي مع نهاية العقد الجاري. وتمتلك "نوفاتك" 60% من هذا المشروع، بينما تستحوذ على النسبة الباقية شركات "توتال" الفرنسية و"سي إن بي سي" و"سينوك" الصينيتين بالإضافة إلى تحالف ياباني يضم شركتي "ميتسوي" (Mitsui & Co) و"جوغمك" (Jogmec).
لم ترد شركة "نوفاتك" فوراً على طلب للتعقيب. ورفضت "ميتسوي" التعليق على الأمر لأسباب تتعلق بالسرية. فيما لم يتسن على الفور الاتصال بشركة "توتال إنرجيز" للتعليق.