ساهمت زيادة الطلب على السفر في فصل الشتاء برفع أرباح شركات التكرير من إنتاج الوقود النفاث في آسيا، ما يمثل نقطة مضيئة في سوق النفط، رغم توقع تراجع الطلب على أنواع الوقود الأخرى المستخدمة في وسائل النقل والمواصلات.
تتسارع وتيرة التعافي في السفر جواً في كل من الصين والهند في مرحلة ما بعد الوباء، فيما يُنتظر أن تسجل الولايات المتحدة طلباً قياسياً على السفر أثناء موسم العطلات. ويتزامن هذا الانتعاش أيضاً مع تزايد الطلب على أنواع الوقود المعتمدة على الكيروسين في فصل الشتاء، بما يشمل الوقود النفاث. هذه العوامل، تؤدي إلى ارتفاع أسعار وقود الطائرات، ما يجعل شركات التكرير الآسيوية الأكثر استفادة من إنتاجه.
يأتي الاتجاه الصعودي لأسعار الوقود النفاث بعد أعوام من الجهود التي بذلتها شركات الطيران لإعادة استخدام الطاقة الاستيعابية في الرحلات الجوية إلى مستوياتها ما قبل الجائحة، ويبعث قدراً من الارتياح في سوق النفط، رغم توقعات التجار المتشائمة بشأن الطلب في الفترة المقبلة.
خفضت وكالة الطاقة الدولية في الآونة الأخيرة تقديرها لزيادة الاستهلاك في الربع الأخير من العام الجاري بنحو 400 ألف برميل يومياً، وسط تدهور أوضاع الاقتصاد الكلي.
ارتفاع الطلب في الصين والهند
يستعد الطلب على الوقود النفاث في الصين للارتفاع إلى ما يقارب 860 ألف برميل يومياً بنهاية يناير 2024، وفق تقديرات "بلومبرغ إي إن إف"، مسجلاً أعلى مستوياته منذ 2020، وزيادة بنحو 27% تقريباً عن الفترة نفسها في 2023، بحسب البيانات. وتسارعت وتيرة انتعاش قطاع الطيران في البلاد، وسط موسم عطلات نهاية العام، مع الاستمرار في تخفيف القيود المفروضة على سفر بعض المواطنين الأجانب في الشهر الماضي.
أما في الهند، فإن زيادة الرحلات الجوية في موسم الأعياد، وارتفاع حركة السفر في قطاع الأعمال، أمور ساعدت في رفع الطلب على الوقود النفاث بالبلاد في نوفمبر، ليتجاوز مستوياته قبل الجائحة، وفقاً لتقرير صدر عن شركة "إف جي إي" (FGE) الاستشارية المعنية بالقطاع.
اقرأ أيضاً: أسعار البنزين تنخفض إلى أدنى مستوياتها منذ 2021 في أميركا
ارتفع الفرق بين وقود الطائرات والسولار في بورصة سنغافورة -وهو مؤشر رئيسي على تفاوت ربحية إنتاج الوقود النفاث مقارنة بالسولار- إلى أعلى مستوياته منذ 2018 في نوفمبر، وفق البيانات الصادرة عن شركة "بي في إم أويل" (PVM Oil). وارتفع هذا الفرق في الفترة الحالية بأكثر من 50% عن متوسطاته الموسمية في 5 سنوات، وفقاً لتقديرات "بلومبرغ".
قالت "إف جي إي" إن الطلب على الوقود النفاث في آسيا، عدا الصين، سيرتفع بمقدار 150 ألف برميل يومياً في 2024، وسيقترب من مستوياته في 2019 خلال الفترة نفسها. وأضافت الشركة إنها رفعت توقعاتها للفرق السعري مع السولار خلال النصف الأول من العام المقبل.
رغم تعافي قطاع الطيران، فإن إمكانية ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها هذا العام، قد يلقي بظله على استهلاك الكيروسين، الذي يُستخدم في التدفئة خلال فصل الشتاء، فيما يتوقع محللو بنك "جيه بي مورغان" أن الشتاء المعتدل قد يخفض الاستهلاك الموسمي للكيروسين في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان بما يتراوح بين 500 ألف برميل إلى 700 ألف برميل يومياً، وبذلك؛ يضعف بدرجة معينة من الاتجاه الصعودي لأسعار المُقطرات المتوسطة.