صعّد رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو من التوترات مع غيانا المجاورة حول منطقة متنازع عليها، وأمر شركات النفط والمعادن الحكومية في البلاد بمنح تراخيص للحقول في المنطقة المعروفة بـ"إيسيكويبو" (Essequibo).
أمر مادورو أيضاً شركات النفط الأجنبية العاملة في المنطقة المتنازع عليها بالانسحاب، مؤكداً حقه في ذلك بعد تأييد الناخبين الفنزويليين سيطرة بلادهم على الإقليم في استفتاء أُجري الأحد الماضي.
وأصرّت غيانا على أن "إيسيكويبو " تقع داخل حدود أراضيها، والمشكلة منظورة في الوقت الحالي أمام محكمة العدل الدولية، على الرغم من أن مادورو أعلن أنه لا يعترف باختصاصها القضائي.
لم يرسل مادورو حتى الآن أي قوات عسكرية لتنفيذ أوامره. وأوضح أمس الثلاثاء أنه بصدد إنشاء وحدة عسكرية للأراضي المتنازع عليها، لكنها ستتمركز في ولاية فنزويلية مجاورة.
اقرأ أيضاً: فنزويلا تستنفر المشاعر القومية في نزاعها مع غيانا على النفط
وقال مادورو: "أقترح قانوناً خاصاً لحرمان كل الشركات التي تعمل بموجب عقود امتياز منحتها غيانا من أي صفقة.. وأمام هذه الشركات مهلة 3 أشهر حتى الانسحاب" من تاريخ الموافقة على اقتراحه.
حشد انتخابي
قال محللون من بينهم نيكولاس واتسون من شركة "تينيو هودلينغز" (Teneo Holdings) إن التوتر مع غيانا يعود جزئياً إلى محاولة مادورو حشد التأييد قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في العام المقبل. وفق هذا المقياس، أخفق استفتاء الأحد الماضي. وظهرت أماكن الاقتراع فارغة من المصوتين، على الرغم من إعلان الحكومة رسمياً أن عدد المشاركين اقترب من نصف عدد سكان البلاد.
وعلى الرغم من أن النزاع بين الدولتين على المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة يعود إلى القرن التاسع عشر، فإن الجدل احتدم خلال الأعوام الأخيرة بعد اكتشافات نفطية ضخمة قبالة سواحل غيانا من قبل شركات من بينها "إكسون موبيل".
أعلنت حكومة غيانا في سبتمبر الماضي أنها ستمنح تراخيص لمناطق نفطية جديدة مع حلول نهاية العام الجاري، وهو ما أثار غضب مادورو الذي قالت حكومته إن بعض هذه المناطق تقع في مياه لم يتم ترسيم حدودها، أو أنها تتبع لفنزويلا.