قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن تخفيضات النفط من قبل تحالف "أوبك+" قد تمتد "قطعاً" لما بعد الربع الأول من العام المقبل إذا دعت الحاجة، مضيفاً أن تخفيضات الإنتاج سيتم الالتزام بها بشكل كامل.
وأضاف أن تخفيضات الإنتاج التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي بأكثر من مليوني برميل يومياً، نصفها تقريباً يأتي من السعودية، ستُسحب فقط بعد النظر في ظروف السوق، ومن خلال استخدام "نهج تدريجي".
وبينما كان الأمير يتحدث إلى "بلومبرغ"، بقيت أسعار النفط الخام أقل من المستوى الذي كان عليه قبل اجتماع "أوبك+"، وتم تداوله بالقرب من 79 دولاراً للبرميل في لندن.
فشل النفط في العثور على زخم بعد أن اعتبر مراقبو السوق أن نحو نصف التخفيضات فقط جديدة تماماً، وتساءلوا أيضاً عما إذا كانت جميع تخفيضات العرض الموعودة، ستتحقق بالفعل.
توعد الأمير عبد العزيز بأن يتم إثبات خطأ هؤلاء المشككين، مضيفاً في مقابلة في الرياض الإثنين: "أظن أن خفض 2.2 مليون برميل يومياً سيحدث". وتابع: "أعتقد بصدق أن 2.2 مليون برميل ستتخطى حتى عمليات بناء المخزون التي تحدث عادة في الربع الأول"، مشيراً إلى وجود علامات على أن الطلب يتحسن.
إقناع روسيا
بينما يحاول المتعاملون قياس التأثير الحقيقي للاتفاق بين منظمة "أوبك" وحلفائها، فإن أحد أكبر الأسئلة يتعلق بروسيا، إذ تأتي مساهمتها من قيود التصدير، وليس من تخفيضات الإنتاج الصريحة، كما هو الحال بالنسبة لأعضاء "أوبك".
وقال الأمير عبد العزيز إنه كان يفضل رؤية خفض في الإنتاج، لكنه لم يتمكن من إقناع نظيره الروسي. تجادل موسكو منذ فترة طويلة، أن الطقس المتجمد والظروف الجيولوجية الأخرى، تزيد من صعوبة كبح الإنتاج في الأشهر الأولى من العام.
وتابع الأمير عبد العزيز: "لقد حاولنا"، مضيفاً: "نعلم أيضاً أنه من الصعب جداً على روسيا خفض الإنتاج في الشتاء".
وحتى في الوقت الذي تبذل فيه الرياض أكبر جهد لإعادة التوازن إلى سوق النفط، مع تخفيضات أعمق من أي من حلفائها، أكد الأمير عبد العزيز مستوى الثقة بين الرياض وموسكو، وهي العلاقة الأساسية في "أوبك+".
وأضاف أنه رغم أن روسيا قد لا تخفض إنتاجها، إلا أنها تنفذ القيود على الصادرات. وفي حال فشلت موسكو في الوفاء بتعهداتها، كما فعلت في وقت سابق من هذا العام، فقد كانت شفافة ووعدت بالتعويض.
قال الأمير عبد العزيز: "نحن نصدقهم"، متابعاً: "أعتقد بصدق أنهم يفعلون كل شيء وفقاً للقواعد".
وأضاف وزير الطاقة السعودي أنه من المهم بنفس القدر، أن تحظى روسيا بثقة السوق، الأمر الذي يتطلب التحقق من قبل مصادر خارجية.
"هذا ما نقوله لهم: ليس تصديقنا لكم ما يهم، بل تصديق السوق والمصادر الثانوية، وشركات تعقب الناقلات، لكم... عليك أن تقترب منهم، عليك أن تعمل معهم"، وفقاً لتصريحات الوزير.
التزام الإمارات
أضاف الأمير عبد العزيز أنه لديه نفس الثقة في دولة الإمارات، الحليف الخليجي الرئيسي، والتي تطالب منذ عدة سنوات بضرورة السماح لها بإنتاج المزيد من الخام، من أجل الاستفادة من استثماراتها الضخمة في الطاقة الإنتاجية.
وعندما سُئل عن التزام الإمارات باتفاق "أوبك+" قال: "لم نكن لنبرم هذه الصفقة لو كنا نعتقد أنهم لا يفعلون ما يُفترض بهم القيام به".