البيانات التجارية تظهر تدفقاً ثابتاً للغاز عبر أوكرانيا يلبي أكثر من نصف طلب الدولة الأوروبية

النمسا مازالت تدور في فلك الغاز الروسي

أنابيب تحمل الغاز في منشأة كاسيموفسكوي للتخزين تحت الأرض، التي تديرها شركة "غازبروم"، في كاسيموف، روسيا، يوم الأربعاء، 17 نوفمبر 2021 - المصدر: بلومبرغ
أنابيب تحمل الغاز في منشأة كاسيموفسكوي للتخزين تحت الأرض، التي تديرها شركة "غازبروم"، في كاسيموف، روسيا، يوم الأربعاء، 17 نوفمبر 2021 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تفيض النمسا بالغاز الطبيعي الروسي، ما يسمح لها كعميل قديم لدى شركة "غازبروم"، بتعزيز المبيعات لجيرانها مع تأخير الجهود الرامية إلى التحول عن مصادر الطاقة التي يسيطر عليها الكرملين.

الدولة الواقعة في وسط أوروبا مركز لتدفقات الغاز الروسي منذ أكثر من نصف قرن، إذ توجد بها مستودعات تخزين وخطوط أنابيب مهيأة تاريخياً لنقل الوقود إلى المجر وألمانيا وإيطاليا وسلوفينيا. لدى شركة "أو إم في" (OMV) المملوكة للدولة عقد طويل الأمد مع "غازبروم" يلزمها بشراء الغاز الذي يصل إلى الحدود.

تدفق ثابت للإمدادات

يتزايد التدقيق في إمدادات النمسا لأن الدولة تقول إنها تريد تنويع مصادر الطاقة بعيداً عن روسيا، لكن البيانات التجارية تظهر تدفقاً ثابتاً عبر أوكرانيا يلبي أكثر من نصف الطلب الاقتصادي.

قال والتر بولتز، وهو مسؤول تنظيمي نمساوي سابق يعمل الآن مستشاراً كبيراً للطاقة في "بيكر آند ماكنزي" (Baker & Mckenzie)، إن مستودعات التخزين المترعة بالإمدادات والشحنات المتدفقة دون عوائق تشير إلى أن السوق أصبحت في وضع أفضل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

أضاف: "ينبغي أن تكون النمسا قادرة على الصمود حتى في حالة الانقطاع المفاجئ لتدفقات أوكرانيا هذا العام".

مع ذلك، قال بولتز إنه يشعر بقلق متزايد بسبب الفشل في التحرر من قبضة "غازبروم". يرى أن هناك خطراً كبيراً من حدوث اضطرابات بمجرد انتهاء اتفاقية عبور الغاز بين أوكرانيا وروسيا العام المقبل.

يستمر عقد "غازبروم" حتى 2040. رغم الحرب، واصلت الشركة الروسية إمداد مركز الغاز التابع لشركة "أو إم في" في بومغارتن عبر خطوط الأنابيب التي تمر عبر أوكرانيا.

لكن ترتيبات العبور هذه ستنتهي في ديسمبر 2024، مع تعهد حكومة كييف بعدم التفاوض على اتفاقية جديدة مع روسيا.

أضرار محتملة للحرب

في حين أشارت أوكرانيا إلى أنها لا تزال مفتوحة أمام التجار الأوروبيين الذين يرتبون الوصول على أساس فردي، فإن التهديد المستمر بإلحاق الحرب أضراراً بخطوط أنابيب الغاز أو محطات الضغط يعني أنه لا يمكن ضمان عمليات التسليم.

قالت شركة "غاز كونكت أوستريا" (Gas Connect Austria) ، التي تمتلك وتدير شبكة خطوط الأنابيب المحلية بين الشرق والغرب، إنها بدأت في زيادة إمداداتها إلى ألمانيا. وقد يوفر مركز الإمداد "واغ لوب1" (WAG LOOP1) 27 تيراواط/ساعة من الغاز–أي ما يعادل ثلث الطلب السنوي تقريباً–ولكنها لن تكون جاهزة للتشغيل حتى 2027.

لم تتقدم شركة تشغيل الأنابيب بعد بطلب للحصول على التصاريح البيئية اللازمة لتمديد الخط بطول 40 كيلومتراً (25 ميلاً). وافقت الهيئات التنظيمية على الاقتراح في وقت سابق من هذا العام، مما ألزم "غاز كونكت أوستريا" بالانتهاء من المشروع الذي يتكلف 200 مليون يورو (217 مليون دولار).

قال متحدث باسم "غاز كونكت أوستريا" إن المفاوضات بشأن الرسوم الجديدة، إلى جانب القيود القانونية النمساوية وغياب الالتزامات المالية والحجوزات الطويلة الأجل، كلها عوامل تعوق تسريع العمل.

مخاوف من ارتفاع الأسعار

قالت وزارة المناخ والطاقة إنها تشعر بالقلق إزاء هذا التقدم البطيء لأن التوسع له أهمية مركزية لتأمين تدفقات الغاز. أضافت الوزارة في رد على الأسئلة عبر البريد الإلكتروني إنه لا يوجد سبب للانتظار أكثر من ذلك.

قال كل من بولتز و"غاز كونكت أوستريا" إن النمسا يمكنها تغطية الطلب في 2025 حتى بدون الإمدادات الروسية، لكن استقرار الأسعار على المدى الطويل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال اتصالات جديدة.

قال بولتز: "الخطر في 2025 و2026 لا يتمثل في عدم توفر الغاز، وإنما في احتمال ارتفاع الأسعار مرة أخرى. نحن بحاجة لتجنب أزمة أسعار أخرى".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك