توقع عبد الله القاضي، المدير التنفيذي لدائرة الاستكشاف والإنتاج في شركة نفط الهلال، أن يتراوح سعر النفط بين 55 و60 دولاراً للبرميل حتى نهاية العام الحالي، خاصة مع انخفاض الطلب بانقضاء فصل الشتاء وقدوم الربيع والصيف.
وأضاف القاضي، في لقاء مع الإعلامية صبا عودة عبر قناة "الشرق للأخبار"، أن وصول الأسعار إلى مستوى 68 دولاراً للبرميل كان مفاجأة سارة للمنتجين، حيث كانت التوقعات بين 50 و55 دولاراً، ما دفع بعض الشركات، خاصة الصغيرة، للاستعداد لتطوير عمليات إضافية لزيادة الكميات المنتجة، سعياً منها لاستغلال هذه الأسعار، لكن السوق يحتاج وقتاً لكي يستقر ويعطي إشارات بأن هناك أملا في الحفاظ على هذه الأسعار التي تم الوصول إليها أو أقل منها نسبياً.
واعتبر أن سعر النفط بين 50 و55 دولاراً مناسب للمنتج والمستهلك، وإذا تجاوز 70 دولاراً للبرميل سيكون هناك عبء على المستهلك، وتحت 40 دولاراً للبرميل سيكون عبئاً على المنتج.
إجراءات شركات النفط لمواجهة الجائحة
وأوضح المدير التنفيذي لدائرة الاستكشاف والإنتاج في شركة نفط الهلال أن شركات النفط أوقفت نشاطها خلال الجائحة وانخفاض الطلب، واضطرت جميع الشركات، سواء الكبيرة مثل بي بي واكسون موبيل وتوتال والشركات الصغيرة، وكذلك الشركات الوطنية التابعة للدول المنتجة، اضطرت إلى إلغاء أو تأجيل أو إبطاء سرعة تنفيذ مشاريع في قطاع الاستكشاف والإنتاج أو حتى التوزيع، فعملية التوقف أتت فجأة بسبب الجائحة، والعودة للنشاط السابق سيحتاج لبعض الوقت، وتحديدا بالنسبة للشركات التي لا تملك ملاءة مالية أو ضمانات مالية تستطيع توفيرها لإعادة المشاريع لنفس مستوياتها مرة أخرى.
وقال عبد الله القاضي: "أعتقد أن العملية ستحتاج من عامين لثلاثة أعوام لتعود العجلة إلى ما كانت عليه في 2019"، حيث اضطرت
كل الشركات إلى ترشيد الإنفاق وخفض العمالة وتسريح البعض منها ووضع البعض الآخر في إجازة بدون راتب، وكذلك إيقاف شراء مواد ومعدلات وإيقاف تشغيل مصانع، كل الإجراءات لخفض التكلفة التشغيلية مما ساعد في استمرار هذه الشركات في فترة الجائحة وحتى الآن.
وأضاف أنه في الوقت الراهن هناك بوادر لنشاط بعض الشركات خاصة الصغيرة التي تتمتع بتكلفة تشغيلية منخفضة، بخلاف الشركات الكبرى التي ستحتاج وقتا أطول لتعود لما كانت عليه.
تحديات الإغلاقات وصعوبة التمويل
ورأى المسؤول بشركة نفط الهلال أن السوق مناسب لاستقطاب كفاءات عالية، كما أن أسعار المواد والخدمات مناسبة، لذلك فالشركات التي تريد العودة ببطء سيساعدها السوق، وإن كانت ستبقى بعض التحديات خاصة في نقل الإنتاج وتنقل وحركة الموظفين بسبب الإغلاق
واعتبر عبد الله القاضي أن وقف الإدارة الجديدة الأمريكية لمشاريع تطوير الوقود الأحفوري، (النفط والغاز)، وضع الكثير من التحديات أمام الشركات سواء التي تعمل بأمريكا أو تلك التي تعتمد على التمويل الأمريكي، ووضعها في موقف صعب، لأن الكثير من الشركات تعتمد على هذا التمويل، مشيراً إلى أن الجهات التمويلية بات أسهل لها اليوم أن تقدم التمويلات والقروض لمشروعات الطاقة المتجددة.