تجري شركة "إكسون موبيل" محادثات للاستحواذ على شركة "بايونير ناتشورال ريسورسز"(Pioneer Natural Resources Co)، وفقاً لشخص مطلع على الأمر، لتقترب من أكبر عملية استحواذ لها منذ أكثر من عقدين حيث تسعى شركة الطاقة العملاقة إلى أن تصبح المنتج الأميركي المهيمن في مجال النفط الصخري.
قد تصل قيمة الاتفاق إلى 60 مليار دولار، وقد يتم استكماله في الأيام المقبلة شريطة عدم وجود تعقيدات، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي تناولت المحادثات لأول مرة أمس الخميس. بهذا الحجم، من المحتمل أن تكون الصفقة هي الأكبر في العالم منذ بداية 2023، متجاوزة صفقة استحواذ شركة الأدوية العملاقة "فايزر" على شركة تصنيع أدوية السرطان "سيجين" (Seagen Inc) بقيمة 43 مليار دولار، والتي تم الإعلان عنها في مارس. كما ستكون الصفقة أيضاً أكبر استحواذ لشركة "إكسون" منذ اندماجها مع شركة "موبيل" في عام 1999، وسيجعل من شركة الطاقة العملاقة أكبر منتج في حوض النفط الأميركي الأكثر إنتاجاً.
بلغ سعر سهم "بايونير" عند الإغلاق أمس الخميس 214.96 دولار، لتبلغ قيمة الشركة 50.1 مليار دولار. قال الشخص إنه على الرغم من التقدم في إجراءات سير الصفقة، إلا أنها قد تنهار. ورداً على طلبات التعليق من "بلومبرغ"، قالت كل من "إكسون" و"بايونيير" إنهما لا تعلقان على "شائعات في السوق".
مزايا صفقة الاستحواذ
من شأن إتمام الصفقة مع "بايونير" أن توحد اثنين من أكبر أصحاب المساحات بحوض برميان في تكساس ونيو مكسيكو، مما يجعل "إكسون" أكبر منتج في حقل النفط على نطاق واسع بإنتاج يبلغ نحو 1.2 مليون برميل يومياً، بما يتجاوز إنتاج العديد من دول "أوبك".
ومن شأن إتمام الصفقة أيضاً، توسيع مخزون "إكسون" من مواقع الحفر عالية المستوى في الحوض على مدى عقود، مما يوفر خاماً منخفض التكلفة ومنخفض المخاطر إلى ما بعد عام 2050 لتغذية شبكة مصافيها العملاقة على ساحل الخليج.
تركز الاهتمام على مستقبل شركة "بايونير" منذ أن قال المؤسس والرئيس التنفيذي سكوت شيفيلد في أبريل إنه يعتزم التقاعد في نهاية العام. عمل شيفيلد في حوض برميان منذ السبعينيات ويُنسب إليه الفضل في كونه مهندس طفرة النفط الصخري التي جعلت من الولايات المتحدة قوة نفطية.كانت "إكسون" تبحث عن عمليات استحواذ في حوض برميان على مدى سنوات، دون أن تجد الوقت المناسب.
تداعيات كورونا
تضررت الأوضاع المالية للشركة خلال الوباء بسبب انخفاض أسعار النفط وزيادة الإنفاق الرأسمالي على مشاريع عالمية كبيرة، مما أجبر "إكسون" على اقتراض مليارات الدولارات لدفع أرباح المساهمين. بعد تراجع الإنفاق وخفض التكاليف وجني فوائد استثمارات حقبة الوباء، ارتفعت أرباح "إكسون" إلى مستوى قياسي بلغ 59 مليار دولار في عام 2022.
في الوقت نفسه، ارتفع السهم بأكثر من 80% العام الماضي، مما يوفر القوة المالية لصفقة محتملة مع "بايونير"، ستكون الأكبر بقطاع الطاقة في التاريخ. أطلع دارين وودز، الرئيس التنفيذي لـ"إكسون"، المستثمرين في يوليو أن الشركة تواصل مراجعة عمليات الاندماج والاستحواذ المحتملة، لكنها ستظل "انتقائية" وتركز على خلق القيمة.