تركت تداعيات الموجة القطبية شديدة البرودة التي أوقفت بعض أكبر المصافي الأمريكية أثرها عبر المحيط الهادئ في آسيا، حيث يواجه صانعو البلاستيك ارتفاعاً في أسعار المواد الأولية الرئيسية.
وتعتبر الولايات المتحدة المورّد الرئيسي لغاز النافثا والبروبان، التي يجري تحويلها إلى بتروكيماويات، لتستخدم في صنع كل شيء بداية من الأقنعة الطبية إلى الأجزاء الداخلية للسيارات، إلى منطقة آسيا. وبينما تجري إعادة تشغيل المصافي الأمريكية ببطء، يبدو أنها عملية فوضوية قد تستغرق عدة أسابيع.
ارتفع سعر النافثا في اليابان بنحو 7% منذ 11 فبراير الجاري، وكانت أوسع "باكوارديشين" (زيادة سعر العقود الفورية عن الآجلة) خلال عام هذا الأسبوع، وهو هيكل السوق الذي يشير إلى نقص المعروض. وبحسب التجار، بلغت أسعار البروبان، وهو نوع من غاز البترول المسال، في عقود تسليم أواخر شهر مارس وأوائل شهر أبريل لآسيا ما بين 28 دولاراً إلى 45 دولاراً للطن فوق سعر المؤشر الإقليمي، مقارنة بعلاوة منخفضة 3 دولارات لعقود تسليم نهاية شهر فبراير.
يمتد تأثير الصقيع الكبير عبر سلاسل إمداد الطاقة بطرق مختلفة. ويواجه صانعو البلاستيك الآسيويون، بما في ذلك "فورموزا بيتروكيميكال" ( Formosa Petrochemical Corp) و شركة "إل جي تشيم" ( LG Chem Ltd) وشركة "لوتي كيميكالس" ( Lotte Chemicals Corp )، تكاليف أعلى. لكن منتجي مواد الوقود في المنطقة مثل البنزين يستفيدون من اغلاق المصافي.
تحتاج آسيا حوالي 2.5 مليون طن من غاز النافثا من الولايات المتحدة وأوروبا في شهري مارس وأبريل، وفقاً لأرمان أشرف، المحلل في شركة "إف جي إي" (FGE). ومع ذلك، من المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة 910 ألف طن فقط إلى المنطقة هذا الشهر، وفقاً لتقديرات من شركة "فورتكسا" (Vortexa)، انخفاضاً من 1.2 مليون طن في شهر يناير الماضي. وقال أشرف:
تسحب الولايات المتحدة كميات أكبر من المعتاد من المنتجات النفطية من أوروبا. لذلك هناك رد فعل متسلسل في جميع المجالات
توقعات بزيادة أكبر في الأسعار
هناك اتجاه مشابه يحدث مع غاز البروبان. وبلغت صادرات غاز البترول المسال الأمريكي إلى آسيا أقل من 1.1 مليون طن حتى الآن في شهر فبراير الجاري، وفقاً لشركة "فورتكسا"، منخفضة عن 2.6 مليون طن في شهر يناير المنقضي. وهناك حوالي 11 ناقلة غاز بترول مسال في قناة هيوستن للشحن تنتظر استلام الشحنات، بينما ينتظر 27 منها الدخول، بحسب ما تظهر بيانات تتبع السفن.
وقال "كياران تايلر"، المحلل في شركة "إنرجي أسبكتس ليمتد": "يعني الطقس البارد أن الطلب على البروبان في الولايات المتحدة كان قوياً للغاية خلال شهر فبراير ، مما أدى إلى انخفاض المخزونات، وترك عدد أقل من البراميل المتاحة للتصدير إلى آسيا وأوروبا".
اشترت شركة "فورموزا بيتروكيميكال" النافثا بعقود تسليم شهر أبريل بسعر يزيد 14 دولاراً إلى 16 دولارا للطن على الأسعار القياسية اليابانية يوم الخميس، وفقاً للتجار الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، مقارنة بعلاوة تتراوح بين 11 دولاراً و 12 دولاراً للشحن لتسليم مارس.
وقال التجار: إن الأسعار قد تتراجع بمجرد أن يبدأ التخلص من تراكم غاز البترول المسال خلال شهر أبريل، لكن الطلب الأقوى من المعتاد بسبب الطقس البارد قد يبقي الأسعار القياسية ثابتة.
وقال أشرف من شركة "إف جي إي" إن هذا سيؤدي بدوره إلى ارتفاع الطلب وأسعار النافثا، مضيفاً أنه سيكون هناك أيضاً حافز أكبر لخلط الوقود الخفيف مع منتجات البنزين في الولايات المتحدة مع ارتفاع الأسعار.
يمكن أن تكون فترة صيانة المصافي المقبلة داعمة أيضاً. وتقدر شركة "آسبكتس إنرجي" حالياً أنه سيكون هناك 3.2 مليون برميل يومياً من طاقة تقطير الخام وفصل المكثفات غير خاضعة للاستغلال في آسيا خلال شهر أبريل المقبل. وهذا أعلى من متوسط الخمس سنوات البالغ 2.94 مليون برميل يومياً ، حسبما قال "تايلر ".