اعتماد أوروبا المتزايد على الغاز الطبيعي المسال يعني أن أسعاره لا بد أن تظل مرتفعة على مدار العام لضمان حصول المنطقة على كافة احتياجاتها من الوقود، بحسب "بنك أوف أميركا".
قال فرانسيسكو بلانش، الخبير الاستراتيجي للسلع في "بنك أوف أميركا"، في مذكرة: "تعتمد أوروبا حالياً بشكل مفرط على الغاز الطبيعي المسال لتلبية احتياجاتها من الطاقة، ومن المحتمل أن تحتاج إلى واردات بحوالي 300 مليون متر مكعب يومياً. ولا بد أن تظل الأسعار مرتفعة على مدار العام، وإلا ستخاطر بحدوث تحول سريع في مسار مخزون الغاز”.
تقلب أسعار الغاز الأوروبي وسط ترقب لإضراب أستراليا
مخاوف الإمدادات
أدى الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي إلى انقلاب أسواق الغاز في جميع أنحاء العالم رأساً على عقب، مما دفع إلى ارتفاع الأسعار وتأجيج المخاوف بشأن تأمين الإمدادات. تسابق أوروبا الزمن من أجل استبدال الغاز الروسي المتدفق عبر الأنابيب بالغاز الطبيعي المسال، لكنها مضطرة إلى المنافسة على الشحنات مع آسيا، إذ تبرم الدول صفقات طويلة الأجل لتجنب نقص إمدادات الغاز في المستقبل.
مع ذلك، انخفضت الأسعار في نقطة "تي تي إف" الافتراضية لتداول الغاز الطبيعي في هولندا-وهي المعيار الأوروبي-بنسبة 90% تقريباً عن أعلى مستوى لها في العام الماضي، بعد شتاء معتدل وانخفاض في الطلب. وقال "بنك أوف أميركا" إن الأسعار في طريقها الآن للاستقرار، وبحاجة إلى تجاوز 35 يورو لكل ميغاواط في الساعة من أجل جذب ما يكفي من الوقود إلى القارة. دارت أسعار الغاز بالقرب من مستوى 34 يورو اليوم الأربعاء.
وقال البنك إن "الغاز الطبيعي لا يزال مصدراً رئيسياً لتوليد الطاقة، ولا يتسنى لأوروبا تلبية احتياجاتها من الطاقة إذا انخفضت واردات الغاز الطبيعي المسال مجدداً نتيجة لهبوط الأسعار. ومن المحتمل أن تظل مخاطر أسعار المعيار الأوروبي لتداول الغاز مركّزة في كل من الشتاء والصيف"، عند انخفاض المخزون وارتفاعه.