تراجع الشحنات يُظهر التزام روسيا بتعهد خفض الصادرات في أغسطس والذي مددته إلى نهاية سبتمبر

تدفقات النفط الروسي المنقولة بحراً تتراجع إلى مستويات يناير

ناقلة نفط راسية في ميناء كونستانتا في رومانيا، يوم 22 مارس 2022. منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، أُغلقت الموانئ الأوكرانية، ما أدى إلى زيادة الطلب على الموانئ الواقعة غرباً على طول البحر الأسود وصولاً إلى رومانيا وبلغاريا - المصدر: بلومبرغ
ناقلة نفط راسية في ميناء كونستانتا في رومانيا، يوم 22 مارس 2022. منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، أُغلقت الموانئ الأوكرانية، ما أدى إلى زيادة الطلب على الموانئ الواقعة غرباً على طول البحر الأسود وصولاً إلى رومانيا وبلغاريا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

انخفضت تدفقات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً إلى أدنى مستوياتها منذ يناير بعد تباطؤ غير مبرر في ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود، بالتزامن مع تعهد البلاد بتقييد صادراتها النفطية.

انخفض متوسط ​​الشحنات البحرية على مستوى البلاد في الأسابيع الأربعة حتى 20 أغسطس إلى 2.84 مليون برميل يومياً، وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها بلومبرغ. وهذا يقل بحوالي 1.05 مليون برميل يومياً عن الذروة التي بلغها في منتصف مايو. كما انخفضت الأرقام الأسبوعية الأكثر تقلباً بشكل حاد، حيث انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر.

تعادل كمية الخام الروسي التي تم تحميلها في نوفوروسيسك أدنى كمية شوهدت منذ غزو قوات موسكو لأوكرانيا في فبراير 2022. وتأخرت الشحنات عن البرنامج المقرر الأسبوع الماضي، مع إصدار تحذيرين من عاصفة للمنطقة المحيطة بالميناء. ولا يبدو أن التدفقات قد تأثرت بهجمات الطائرات بدون طيار الأوكرانية على سفينتين روسيتين في شمال شرق البحر الأسود في وقت سابق من هذا الشهر، والتي أوقفت النشاط في الميناء لفترة وجيزة في ذلك الوقت.

تتأثر البيانات الأسبوعية بجدول الناقلات وتأخير التحميل الناجم عن سوء الأحوال الجوية. كذلك يمكن أن تؤدي صيانة الموانئ وخطوط الأنابيب إلى تعطيل الصادرات لعدة أيام في الأسبوع.

انخفضت الشحنات الأسبوعية بمقدار 420 ألف برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 20 أغسطس لتصل في المتوسط ​​إلى 2.37 مليون برميل يومياً. فيما انخفض متوسط ​​الأسابيع الأربعة الأقل تقلباً بنحو 90 ألف برميل يومياً.

الوفاء بتعهدات خفض الصادرات

تدعم تلك البيانات وفاء موسكو الآن بتعهدها بكبح الإمدادت إلى السوق العالمية إلى جانب حلفائها في "أوبك+".

قالت روسيا في البداية إنها ستخفض إنتاج النفط رداً على العقوبات الغربية وسقف الأسعار الذي فرضته على نفطها، مستخدمة أرقام فبراير 2023 كخط أساس. لكن التدفقات المنقولة بحراً استمرت في الارتفاع، ولم تنخفض بشكل ملحوظ إلا في الأسابيع القليلة الماضية.

لم يكن لالتزام موسكو الأولي بخفض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً في مارس أي تأثير فوري على الصادرات. وفي واقع الأمر، ارتفعت التدفقات من الموانئ الغربية، وبلغت ذروتها في أواخر مايو. وجاء التخفيض اللاحق بعد أن قامت المملكة العربية السعودية، وهي منتجة للنفط في "أوبك+"، بتخفيض إنتاجها من جانب واحد ثم مددته، مما أدى إلى الضغط على روسيا لتنفيذ التخفيضات الخاصة بها.

في نهاية المطاف، نفذت موسكو تعهدها، حيث انخفضت التدفقات من الموانئ الواقعة بغرب البلاد الآن بنحو 420 ألف برميل يومياً عن متوسط ​​مستواها في فبراير. وكذلك انخفضت التدفقات عبر بحر البلطيق والبحر الأسود في ثمانية من الأسابيع التسعة الماضية.

قال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك في وقت سابق من هذا الشهر، إن روسيا ستمدد خفض الصادرات حتى سبتمبر، بعد إعلان مماثل من المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، سيتم تقليص حجم الخفض إلى 300 ألف برميل يومياً، من 500 ألف برميل يومياً في أغسطس. ولم تقدم روسيا أي خط أساس يمكن من خلاله قياس خفض الصادرات.

يأتي الانخفاض الأخير في تدفقات النفط الروسية للخارج في الوقت الذي قامت فيه مصافي النفط المحلية بزيادة معدلات معالجة الخام في النصف الأول من أغسطس -قبل التخفيض الحاد في الدعم الحكومي الذي على وشك أن يدخل حيز التنفيذ في سبتمبر. ويأتي الارتفاع أيضاً قبل موسم الصيانة المقبل، حيث من المقرر أن تبدأ العديد من المصافي العمل هذا الشهر.

تدفقات الخام حسب الوجهة

أصبحت تدفقات النفط الخام المنقولة بحراً في روسيا الآن عند مستوى أقل مما كانت عليه خلال معظم هذا العام. وفي النصف الثاني من شهر يونيو بدأت الشحنات في الانخفاض بشكل ملحوظ.

ومع بقاء عدد قليل من المشترين في أوروبا، أصبح التأثير محسوساً في الشحنات إلى آسيا. وعلى أساس متوسط ​​أربعة أسابيع، أصبح إجمالي الصادرات المنقولة بحراً إلى الدول الآسيوية -بالإضافة إلى أحجام السفن التي لا تظهر وجهة نهائية- الآن أقل بأكثر من مليون برميل يومياً من ذروتها في منتصف مايو. وكانت التدفقات إلى المنطقة في الفترة الأخيرة هي الأدنى منذ الأسابيع الأربعة حتى 8 يناير.

جميع الأرقام لا تشمل الشحنات التي تم تحديدها على أنها من نوع "كيبكو" الكازاخستاني وهي الشحنات الخاصة بشركة "كازاترانسأويل" التي تعبر روسيا للتصدير عبر نوفوروسيسك وميناء أوست لوغا على بحر البلطيق.

يتم مزج البراميل الكازاخستانية مع الخام من أصل روسي لإنشاء درجة تصدير موحدة. منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وقامت كازاخستان بإعادة تسمية شحناتها لتمييزها عن تلك التي تشحنها الشركات الروسية. ويتم إعفاء النفط العابر على وجه التحديد من عقوبات الاتحاد الأوروبي.

الصادرات لآسيا

انخفضت الشحنات المرصودة لعملاء روسيا الآسيويين، بما في ذلك أولئك الذين لا يظهرون وجهة نهائية، إلى 2.51 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 20 أغسطس، من 2.63 مليون برميل يومياً في الفترة حتى 13 أغسطس.

معظم الشحنات على متن السفن التي ليس لها وجهة أولية تنتهي في نهاية المطاف في الهند. ومع ذلك، فإن الكميات المتجهة إلى الدولة التي أصبحت أكبر مشتر للنفط الخام الروسي المنقول بحراً، انخفضت عن أعلى مستوياتها الأخيرة. وبإضافة كميات "آسيا غير المعروفة"، و"أخرى غير محددة الواجهة" إلى إجمالي الهند، نحصل على رقم 1.52 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 20 أغسطس، بانخفاض عن 2.15 مليون برميل يومياً في الفترة حتى 21 مايو.

كان ما يعادل 290 ألف برميل يومياً على متن السفن التي ترسل إشارات إلى بورسعيد أو السويس في مصر، أو التي تم بالفعل أو من المتوقع أن يتم نقلها من سفينة إلى أخرى قبالة ميناء يوسو الكوري الجنوبي. تنتهي هذه الرحلات عادةً في موانئ في الهند أو الصين.

أما الكميات "الأخرى غير المعروفة"، والتي تبلغ 56 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 20 أغسطس، فهي تلك الموجودة على الناقلات التي لا تظهر وجهة واضحة. وتنطلق معظم هذه الشحنات من الموانئ الغربية لروسيا وتستمر في عبور قناة السويس، لكن قد ينتهي الأمر ببعضها في تركيا. ويمكن نقل البعض الآخر من سفينة إلى أخرى، إما في البحر الأبيض المتوسط، أو في الآونة الأخيرة، في المحيط الأطلسي.

الصادرات لأوروبا

لم تتغير صادرات روسيا من النفط الخام المنقولة بحراً إلى الدول الأوروبية عن 125 ألف برميل يومياً خلال 28 يوماً حتى 20 أغسطس، وكانت بلغاريا الوجهة الوحيدة. ولا تشمل هذه الأرقام الشحنات إلى تركيا.

فقدت روسيا السوق التي تستهلك حوالي 1.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام المنقول بحراً لمسافات قصيرة، القادمة من محطات التصدير في بحر البلطيق والبحر الأسود والقطب الشمالي، بالكامل تقريباً، لتحل محلها وجهات طويلة المدى في آسيا أكثر تكلفة بكثير. وتستغرق وقتاً طويلاً للخدمة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك