ارتفعت تكاليف استئجار ناقلة غاز طبيعي مسال، في وقت أبكر من المعتاد هذا العام، وسط توقعات بطلب قوي في فصل الشتاء، واحتمالية اضطراب الإمدادات من أستراليا.
قفزت الأسعار الفورية لشحن الغاز الطبيعي المسال في منطقة المحيط الهادئ فوق 100 ألف دولار لليوم الواحد لأول مرة منذ منتصف يناير، وهو ما يأتي مبكراً بحوالي ثلاثة أسابيع مقارنةً بعام 2022، وفقاً لبيانات شركة "سبارك كوموديتيز"، التي تتعقب الأسعار عبر وسطاء شحن الغاز المسال.
قال تيم مينديلسون، الرئيس التنفيذي للشركة، إن الارتفاع في أسعار الناقلات يعكس ارتفاعاً حاداً في أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي المسال عن الأسعار الفورية، أو ما يسمى بـ "كونتانغو". وأشار إلى أن حالة السوق تعكس توقعات بمحدودية الإمدادات بشكل متزايد في المستقبل، وهو ما يأتي في صالح المتداولين الذين يمكنهم تسليم الشحنات في وقت لاحق، عندما ترتفع الأسعار مع برودة الطقس.
تتزايد المخاوف أيضاً بشأن احتمالية حدوث اضطراب في الإمدادات من أستراليا، خصوصاً في حال استمرت الإضرابات في ثلاث منشآت رئيسية للغاز الطبيعي المسال. فمن دون الغاز الأسترالي؛ سيتعين على المشترين في آسيا منافسة أوروبا للحصول على شحنات من مصادر أخرى مثل الولايات المتحدة، مما يرفع من مدة الشحن وتكاليفه.
على الرغم من أن الإضرابات قد تحرر نحو 60 سفينة، فمن المحتمل أن يحتفظ المستأجرون بالسفن بسبب عدم اليقين بشأن مدة الاضطرابات، بحسب ما قال الرئيس التنفيذي للشركة المالكة لسفينة "فليكس إل إن جي ليمتد" أويستين كاليكليف يوم الأربعاء. وأضاف أن معظم التجار استأجروا سفناً لمدد طويلة، ولكن يقوم بعضهم بإعادة تأجيرها فيما بينهم.
أسعار شحن الغاز الطبيعي المسال الآجلة لشهر نوفمبر تُظهر أنها ارتفعت إلى 277 ألف دولار لليوم الواحد في المحيط الهادئ، و280 ألف دولار لليوم في المحيط الأطلسي، وفقاً لبيانات "سبارك".
أسعار التخزين العائم، أي عندما يحتفظ التجار بالشحنات في البحر، هي عند مستويات مرتفعة أيضاً بالمقارنة مع الوقت نفسه من العام. علاوة على ذلك، أدى الجفاف الذي أثر على مستوى المياه في قناة بنما إلى زيادة مدة انتظار السفن.
يقول كاليكليف: "سيكون هناك طلب كبير في فصل الشتاء، لذلك سترتفع الأسعار، ولن يكون هناك الكثير من شحنات الغاز الطبيعي المسال الجديدة في السوق على المدى القريب، مما يعني أن السوق ستبقى ضيقة".