أعلنت "شل" و"توتال إنرجيز" و"ريبسول" عن عمليات إعادة شراء يقارب حجمها مجتمعة 6 مليارات دولار

شركات النفط الكبرى تواصل عمليات إعادة شراء الأسهم رغم انخفاض الأرباح

شعار شركة"شل" عند مدخل محطة بنزين في رومفورد، المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة"شل" عند مدخل محطة بنزين في رومفورد، المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تلتزم شركات النفط والغاز في أوروبا بخطط إعادة شراء الأسهم التي تقدّر بمليارات الدولارات، على الرغم من تراجع أرباحها من المستويات المرتفعة القياسية المسجلة في العام الماضي.

أعلنت شركات "شل" و"توتال إنرجيز" و"ريبسول" (Repsol SA) أمس الخميس عن عمليات إعادة شراء يبلغ حجمها مجتمعة نحو 6 مليارات دولار، على الرغم من انخفاض أرباحها الصافية بأكثر من 50% كمعدل متوسط. وهذا دليل إضافي على أن قطاع النفط والغاز ما يزال يعطي الأولوية لأرباح المستثمرين مع عودة أسواق الطاقة إلى طبيعتها بعد أزمة عام 2022.

قال كريستيان مالك، رئيس استراتيجية الطاقة لدى "جيه بي مورغان" في مكالمة عبر الهاتف: "لم تحقق شركات النفط خلال هذا الربع مستوى الأرباح ذاته المسجل في العام الماضي، وهذا يمثل نقطة تحوّل، حيث يُنظر إلى القطاع على أنه أكثر موثوقية" فيما يتعلق بعوائد المساهمين.

جاءت النتائج متماشية على نطاق واسع مع تقارير سابقة من شركات مماثلة في قطاع النفط، مثل "شيفرون" و"إكوينور" (Equinor ASA)، إذ أدى تراجع أسعار النفط والغاز إلى انخفاض الأرباح على الرغم من زيادة الإنتاج.

لا يعد تراجع الربحية انعكاساً لانخفاض الأسعار فحسب؛ بل التقلبات المنخفضة أيضاً. سلّطت كل من "شل" و" توتال إنرجيز" الضوء على الأداء الضعيف لوحدات تجارة الغاز الخاصة بهما، التي ولّدت الشتاء الماضي عائدات كبيرة بعد تحويل شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا المتعطشة للطاقة.

أوروبا في وضع أفضل بكثير

قال الرئيس التنفيذي لشركة "شل"، وائل صوان في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين، إن القارة (الأوروبية) في وضع أفضل بكثير هذا العام، إذ من المحتمل أن تكون مستودعات تخزين الغاز ممتلئة بنسبة 90% تقريباً بحلول فصل الشتاء.

زادت "شل" توزيعات أرباحها كما أعلنت سابقاً، وقالت إنها ستعيد شراء ما قيمته 3 مليارات دولار من الأسهم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وما لا يقل عن 2.5 مليار دولار بعد ذلك.

يزيد الرقم بقليل عن 5 مليارات دولار قيمة عمليات إعادة الشراء التي تعهدت بها سابقاً للنصف الثاني.

التزمت "توتال إنرجيز" بإعادة شراء ما قيمته 2 مليار دولار أخرى من الأسهم للربع الثالث على التوالي، فيما قالت "ريبسول" إنها ستعيد شراء ما قيمته 850 مليون يورو (943 مليون دولار) من الأسهم.

على الرغم من العوائد المتزايدة؛ فإنَّ استجابة المستثمرين في أسهم هذه الشركات ما بين الحياد واتخاذ موقف سلبي. انخفضت أسهم "شل" 1.2% إلى 2368 بنساً في الساعة 1:47 من بعد ظهر يوم أمس بتوقيت لندن. أما أسهم

"توتال إنرجيز"؛ فتراجعت بشكل طفيف إلى 54.33 يورو، بينما ارتفعت أسهم "ريبسول" 0.9%.

قال جاكومو روميو، المحلل في "جيفريز"، إن إعادة شراء "شل" للأسهم جاءت متماشية مع التوقعات، لكنَّ توقعاتها بشأن العمليات التشغيلية للربع الثالث أشارت إلى هبوط لبعض التقديرات محل الإجماع.

كانت نتائج أعمال "توتال إنرجيز" محايدة على نطاق واسع، إذ من المحتمل أن تؤجل الشركة أي إعلانات رئيسية إلى "يوم أسواق رأس المال" في سبتمبر، بحسب ما قال بيراج بورخاتاريا، المحلل في شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس".

من المرتقب أن تعلن كل من "إيني" و"إكوسون موبيل"، اليوم الجمعة، عن نتائج أعمالهما خلال الربع الثاني.

جعل صوان من أولويات شركته تضييق فجوة تقييم "شل" مع العملاقة الأميركية "إكسون" من خلال المحافظة على الانضباط المالي "الشديد"، وإعادة تركيز الشركة على العوائد المرتفعة من أعمالها الأساسية في مجال النفط والغاز.

قال مالك من "جيه بي مورغان" إن الشركات الأوروبية الكبرى قد تحرز تقدماً في هذا الطموح مع مرور الوقت. وأضاف: "تظهر هذه الشركات قدرتها على تحقيق عوائد نقدية أكبر. هذا الاتساق يمكن أن يبدأ في جذب الأفراد ذوي الخبرة والمهارات مرة أخرى".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك