هوت الرسوم المعيارية لناقلات النفط العملاقة بمقدار ثلاثة أرباعها بعدما واصل تحالف "أوبك+" الخفض المفاجئ للإمدادات لدعم الأسعار، لتنخفض الكميات المشحونة عبر محيطات العالم.
انخفضت أرباح السفن التي تنقل ما يزيد على مليونَي برميل من النفط الخام من الشرق الأوسط إلى الصين عن 24 ألف دولار في اليوم يوم الجمعة، من أكثر من 97 ألف دولار في 20 مارس، وفقاً لبيانات بورصة البلطيق. أدى ذلك إلى تراجع أسعار أسهم شركاتها المالكة المدرجة بأسواق المال، بما في ذلك "دي إتش تي هولدينغز" (DHT Holdings) و"فرونت لاين" (Frontline).
الهبوط يُعَدّ دلالة على تغيُّر مُقدَّرات السوق، إذ تلقت أسعار الناقلات دعماً على مدار عام تقريباً بسبب الاضطرار إلى الإبحار لمسافات أطول في ظلّ بحث المشترين عن بدائل النفط الروسي. وأدى ذلك -إلى جانب عمليات السحب من احتياطيات النفط الأميركية- إلى زيادة أرباحها اليومية على 100,000 دولار لأول مرة منذ 2020.
لكن في الأسابيع الأخيرة فاجأ "أوبك+" سوق النفط بعد الإعلان عن جولة من التخفيضات الكبيرة للإمدادات، وهو ما خفض عدد الشحنات التي على السفن نقلها. في سياق موازٍ تأثرت المعنويات بشأن النفط أيضاً بسبب مخاوف النموّ العالمي، كما أنه مع زيادة الواردات الصينية، ارتفع عدد السفن العائدة إلى الشرق الأوسط، مما رفع المعروض من السفن للتأجير.
قال أنوب سينغ، الرئيس العالمي لأبحاث الشحن في "أويل بروكريدج ليمتد": "خفض (أوبك+) الإنتاج قلّص عدد الشحنات، كما أنها تراجعت لدى الدول الغربية بنفس القدر. لذا يُعتبر الطلب الصيني أمراً محوريّاً، لأنه إذا ما توجّهَت الصين للشراء، فعندئذ -حتى إذا خفض (أوبك+) الإمدادات- سبتحث عن خامات وأسواق أخرى".
يُرجَّح أن يوفر هذا التراجع بعض الراحة لسوق النفط، إذ واجهت شحنات المراجحة طويلة المدى صعوبةً أكبر بسبب ارتفاع أسعار الشحن. تعمل تكاليف الشحن المنخفضة عموماً على تسهيل نقل الشحنات في جميع أنحاء العالم.