كشفت بيانات النفط الروسية عن ارتفاع عدد الآبار المتوقفة عن العمل في مارس، مما يضيف عنصراً متناقضاً آخر إلى الصورة الغامضة حول مدى التزام موسكو بخفض إنتاج الخام الذي وعدت به.
تعهدت موسكو بخفض الإنتاج 500 ألف برميل يومياً رداً على عقوبات الطاقة الغربية ولدعم سعر نفطها. وأكد نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك أنَّه تم تنفيذ الخفض بنهاية مارس، واستمر في أبريل. لكنَّ بيانات الإنتاج الرسمية تم حجبها، وفي الوقت نفسه، لا تظهر بيانات تتبع الناقلات أي انخفاض مماثل في الصادرات المنقولة بحراً.
روسيا تؤكّد خفض إنتاجها النفطي 700 ألف برميل يومياً في مارس
ومع تراجع عقود النفط الآجلة عن 70 دولاراً للبرميل في نيويورك، اليوم الأربعاء، بسبب مخاوف بشأن مخاطر الركود وضعف الطلب؛ بات مدى التزام موسكو باتفاقية "أوبك+" لخفض الإنتاج أكثر إلحاحاً.
قصور البيانات المتاحة
تم حجب بيانات إنتاج النفط الرسمية لروسيا بعد غزو أوكرانيا بسبب طبيعتها "الحساسة". وهذا يعني أنَّ مراقبي السوق سيلجأون للاعتماد على أرقام أخرى، مثل الصادرات المنقولة بحراً والتدفقات المحلية لتقييم ما إذا خُفّض الإنتاج.
نسبة الآبار المعطلة التي أُغلقت قد تكون مؤشراً على أنَّ المنتجين الروس قد اتخذوا خطوات لخفض الإنتاج. إذ قفزت هذه النسبة 18.1% في مارس، من 15.6% في فبراير، وفقاً لبيانات الصناعة التي اطلعت عليها "بلومبرغ". وتعد هذه أكبر نسبة من الآبار غير النشطة بالدولة منذ مايو 2022، عندما خفّضت موسكو الإنتاج أكثر من مرة على الأجل القصير وسط الموجات الأولى من عقوبات الطاقة الدولية التي تم فرضها في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
لكن تكتنف تلك الأرقام قيود جوهرية، إذ إنَّها لا تقدم أي معلومات عن إنتاجية الآبار المتضررة، مما يجعل من المستحيل قياس التأثير الفعلي على الإنتاج.
وفي سياق مواز، لم يظهر مؤشر رئيسي آخر أي دليل على حدوث انخفاض كبير في إنتاج النفط في روسيا. حيث قفزت صادرات النفط الخام المنقولة بحراً في البلاد مرة أخرى فوق 4 ملايين برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 28 أبريل، وهو مستوى لم تتجاوزه موسكو إلا مرة واحدة فقط منذ أن غزت قواتها أوكرانيا في فبراير 2022، وفقاً لبيانات تتبّع الناقلات التي جمعتها "بلومبرغ".
اقرأ المزيد: صادرات الوقود الروسي تتجاهل العقوبات وتصل إلى مستويات قياسية
ومع ذلك، لا تروي شحنات تصدير النفط القصة كاملة، فلدى روسيا صناعة تكرير محلية كبيرة، وتشهد عمليات ضخ النفط حالياً عدم استقرار بسبب أعمال الصيانة الموسمية. كما أنَّ البلاد تصدر النفط أيضاً عبر خطوط الأنابيب، فضلاً عن عدم وضوح مستوى التدفقات.
تراجع عدد الآبار النشطة
أظهرت البيانات أنَّ منتجَي النفط- "باشنفت" (Bashneft) و"سلافنفت" (Slavneft)- وهو مشروع مشترك بين "روسنفت" و"غابزروم نفت"- أبلغا عن أكبر زيادة في حصة آبار النفط غير النشطة.
وبالنسبة لـ"باشنفت"، إحدى وحدات "روسنفت" التي تشغل معظم حقول النفط في منطقة فولغا-الأورال؛ فإنَّ نسبة هذه الآبار قفزت إلى ما يقرب من 44% من 29.2% في فبراير.
كما ارتفع عدد الآبار غير النشطة لكبار منتجي النفط، مثل "روسنفت" و"لاك أويل" و"تاتنفت"، ولكن بدرجة أقل.