يُحتمل أن يشهد الشتاء المقبل عودة أزمة الغاز إلى أوروبا، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى أكثر من الضعف في ظلّ انتعاش الطلب.
أدّت درجات الحرارة المعتدلة وجهود خفض الاستهلاك إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي المرجعية إلى أدنى من 40 يورو لكل ميغاواط/ساعة، من مستوياتها القياسية التي بلغتها في أغسطس، إثر وقف روسيا تدفقات الغاز عبر الأنابيب. يهدّد رضا المستهلكين، من قطاع الصناعات إلى محطات الطاقة والمنازل، بوقوع أزمة في السوق في وقت لاحق من العام الجاري، وفقاً لوفود مؤتمر "فليم" للغاز المنعقد في أمستردام.
أنقذ الطقس المعتدل والطلب الضعيف من الصين على الغاز الطبيعي المسال أوروبا في الشتاء الماضي، لكن لا يتضح هل ستستمر تلك الأوضاع أم لا، إذ تشير عقود الغاز في أشهر الشتاء بالفعل إلى زيادة بالأسعار، لكن السوق قد تقلّل مدى تفاقمها مع ظهور أولى علامات الطقس البارد.
برد الشتاء المبكر "مرعب"
قالت سامنثا دارت، المحللة لدى "غولدمان ساكس" في حوار على هامش المؤتمر: "برد الشتاء المبكر أكثر الأمور رعباً، وتجاوز الأسعار قيمة 100 يورو ما زال واقعياً، رغم أن الطلب الضعيف قد يؤجل الصعود التدريجي في الأسعار الذي تَوقَّعه البنك سابقاً في أغسطس".
لم يتّضح هل تراجع الطلب -الناجم عن ارتفاع الأسعار في العام الماضي- سيكون دائماً، وما مدى تأثُّره بتغيُّر الأسعار، ومدى إمكانية عودة الطلب.
ستظلّ السوق في أزمة حتى بدء توريد إمدادات الغاز الطبيعي المسال بعد 2026، وفقاً لشركة "فيتول غروب" (Vitol Group) عملاقة التجارة.
قال ستيوارت ساندرز، مدير تجارة الغاز الطبيعي المسال قصيرة الأجل لدى "فيتول"، في المؤتمر، إن السوق ستكون أكثر عرضة للمخاطر.