استقرت أسعار النفط بعد أطول فترة مكاسب مستمرة خلال سنتين، تزامنا مع تقرير خاص بالصناعة يفيد بوجود تراجع آخر في مخزون النفط الخام الأمريكي.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة في بورصة نيويورك بحوالي 12% خلال الجلسات السبع الماضية في أطول مدة رابحة متتالية منذ فبراير 2019، لتعبر عن التعافي من التأثير العميق لوباء كوفيد 19. و أبلغ معهد البترول الأمريكي عن تراجع المخزون بحدود 3.5 مليون برميل في الأسبوع الماضي، وفقاً لأشخاص مطلعين، في حين يحقق سوق النفط الآن أعلى عائد له منذ حوالي العام.
هناك ما يدعو إلي الحذر
في المقابل فإن هناك أسباب تدعو إلي الحذر بشأن هذا الارتفاع، إذ أن أحد المؤشرات الفنية يشير إلى أن النفط قد بلغ ذروة عمليات الشراء ويتجه نحو عملية تصحيح، في ظل المخاوف الحالية من أن الأسعار المرتفعة ستحفز إجراءات لضخ المزيد من النفط الخام.
و شهدت ارتفاعات أسعار النفط زخماً هذا العام بعد أن تعهدت المملكة العربية السعودية بزيادة تخفيض الإنتاج بالتزامن مع استنزاف المخزون النفطي في مناطق حول العالم من بينها الصين. وبينما لا تزال هناك مخاوف بشأن الطلب على المدى القريب مع استمرار البلدان في التعامل مع الفيروس المتفشي، فإن ثبات الفروقات الزمنية فيما يتعلق بالتراجع يشير إلى أن توقعات متفائلة من جانب المستثمرين.
و قال هووي لي، الخبير الاقتصادي في "أوفر سيسز تشاينيز بانكنغ" (Oversea-Chinese Banking): "سيستمر هذا الارتفاع في الأسعار حتى يصل إلى مرحلة تكون فيها المملكة العربية السعودية تشعر بالارتياح للسماح لقوى السوق بتولي الدفة، ومن المحتمل أن نرى استمرار العجز في التوريد مع تعافي الطلب، مما سيدعم أسعار النفط".
الأسعار
· انخفض سعر نفط غرب تكساس الوسيط لشهر مارس 7% ليصل إلى 58.29 دولاراً للبرميل في بورصة نيويورك التجارية عند الساعة 7:45 صباحاً بتوقيت لندن بعد ارتفاعه بنسبة 0.7% يوم الثلاثاء الماضي.
· أغلقت العقود الآجلة على أعلى مستوى لها منذ يناير 2020.
· لم يتغير الكثير في تسويات شهر أبريل لنفط برنت وبقي عند سعر 61.06 في بورصة "آي سي إي" الأوروبية للعقود الآجلة، بعد إضافة 0.9% الثلاثاء الماضي.
على هامش السوق
قال معهد البترول الأمريكي: إن مخزون البنزين في الولايات المتحدة قد ارتفع بـ 4.81 مليون برميل في الأسبوع الماضي. وحال تأكدت هذه البيانات، فسيكون هذا أكبر مكسب منذ أبريل. كما أظهر تقرير الصناعة انخفاض مخزون نواتج التقطير، وهي فئة تتضمن وقود الديزل.
و قالت إدارة معلومات الطاقة بشأن توقعاتها على المدى القصير أمس الثلاثاء، إنه من المقرر أن تعزز شركات التنقيب عن النفط من عمليات الحفر والإنتاج في النصف الثاني من العام، حيث من المتوقع أن تبقى أسعار النفط الخام أعلى من 50 دولاراً للبرميل. كما قالت أيضاً إنه من غير المحتمل أن يعود استهلاك الولايات المتحدة من البترول إلى مستوياته ما قبل الوباء هذا العام أو في العام التالي.