تتأهب أوروبا لاستيراد كميات قياسية من النفط الأميركي خلال الشهر الجاري، معتمدة أكثر على الناقلات كبيرة السعة، بعدما قلبت العقوبات المفروضة على الخام الروسي، طرق التجارة العالمية رأساً على عقب.
يُتوقع أن تصل في مارس سفن تحمل حوالي 1.84 مليون برميل يومياً قادمة من الخليج الأميركي، وفق بيانات تتبع الناقلات التي تجمعها "بلومبرغ"، وذلك في وقت تصبح فيه الناقلات الأصغر أكثر تكلفة، مع حجز المزيد منها لنقل النفط الروسي إلى آسيا.
تعتبر هذه الطفرة في التجارة، نتيجة ثانوية أخرى للحرب الروسية في أوكرانيا، وللعقوبات التي فرضها الغرب على موسكو رداً على الغزو. وهذا التحوّل، يُرجح أن يجعل الأسطول أقل كفاءة، وبالتالي يقلّص إجمالي المعروض من الناقلات التي تشحن حوالي 40% من إمدادت النفط العالمية.
منتجو النفط الروسي يلجؤون لاستخدام ناقلات لم يكن العالم يريدها
يُنتظر أن يصل ما إجماليه 11 ناقلة عملاقة -المعروفة في المجال التجاري بناقلات الخام الكبيرة جداً (VLCCs)- وكذلك 16 سفينة من طراز "سويز ماكس" إلى أوروبا من الخليج الأميركي الشهر الجاري. تنقل هذه السفن الكبيرة حالياً حوالي 60% من الخام على هذا الطريق مقارنة بـ37% كل عام.
والجدير بالذكر أن الناقلات العملاقة يمكن أن تنقل حوالي 2 مليون برميل من النفط، بينما "سويز ماكس" تحمل ما يناهز مليون برميل.
السفن الأصغر شحيحة وتكلفة الناقلات الكبيرة أقل
عادة، تُستخدم حتى السفن الصغيرة المعروفة بـ"أفراماكس" -ذات سعة 700 ألف برميل تقريباً- لتنفيذ هذه الرحلة، وذلك لأن أوروبا لديها موانئ قليلة قادرة على التعامل مع الناقلات العملاقة التي تُحجز في الأغلب للرحلات الطويلة حول العالم.
مع ذلك، المعروض من "أفراماكس" شحيح هذه الأيام، إذ يحجز المتداولون السفن لنقل كمية متزايدة من النفط الروسي إلى آسيا في ظل اقتناص كبار المستوردين مثل الصين والهند لكميات أكبر، بعد تخلي المشترين الغربيين عن الشحنات نتيجة العقوبات على موسكو لغزوها أوكرانيا.
ارتفاع قياسي لأسعار ناقلات الغاز مع تزايد الطلب الأوروبي
نتيجة لهذا التحول، أصبحت الاستعانة بالسفن الأكبر رخيصة نسبياً حالياً لنقل الخام من الخليج الأميركي إلى روتردام. تبلغ التكلفة بالنسبة إلى السفن العملاقة حوالي 2.70 دولار لبرميل النفط، وفق فيكتور كاتونا، كبير محللي النفط الخام في "كيبلر" (Kpler)، أما تكلفة نقل البرميل على الطريق ذاته باستخدام ناقلة "أفراماكس" فتبلغ حوالي 8.50 دولار.
علاوة على ذلك، يصل عدد متزايد من سفن "سويز ماكس" من أميركا إلى أوروبا محملاً جزئياً، نظراً لأنها لا تزال الخيار الأرخص مقارنة بحجز "أفراماكس" من حيث تكلفة نقل البرميل. أيضاً، تُفرّغ المزيد من الشحنات الأميركية في موانئ أوروبية عديدة نظراً لتنوع المشترين.