خالفت شركة "توتال" اتجاه نتائج الأعمال المخيبة للأمل لكبرى شركات البترول في الربع الرابع، وأعلنت عن أرباح تجاوزت التوقعات، وتعهدت بتخصيص المزيد من النقدية للطاقة النظيفة.
وتظهر نتائج الأعمال مجدداً كيف أثبتت العملاقة الفرنسية أنها أكثر مرونة من نظيراتها خلال الوباء الناتج عن فيروس كورونا. وفي الوقت الذي تعثر منافسوها الأكثر مديونية، حافظت "توتال" على توزيعات أرباحها وقادت الطريق إلى استثمارات الطاقة النظيفة.
وقالت الشركة إن أكثر من 2.4 مليار دولار من صافي استثماراتها المخططة للعام الجاري بقيمة 12 مليار دولار ستذهب إلى مصادر الطاقة المتجددة والكهرباء، وهي زيادة بحوالي 20% من 2020.
وفي إشارة إلى الأهمية المتزايدة للطاقة النظيفة، اقترحت الشركة تغيير اسمها إلى "توتال انرجيز" (Total Energies).
وقال باتريك بويان، المدير التنفيذي للشركة، في بيان اليوم الثلاثاء، إن المجموعة تؤكد التزامها بتحويل نفسها إلى شركة طاقة أوسع للتعامل مع التحدي المزدوج للتحول في الطاقة، مضيفاً أن تغيير الاسم سيعطي المساهمين "الفرصة للتصديق على هذه الاستراتيجية".
وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 1.5% إلى 35.69 يورو في الساعة 9:04 صباحا في باريس.
وكان صافي الدخل المعدل لـ"توتال" في الربع الرابع 1.3 مليار دولار، متراجعاً بنسبة 59% عن العام الماضي، ولكن فوق متوسط تقديرات المحللين عند 1.14 مليار دولار.
وقال بويان إن التدفقات النقدية بلغت 4.9 مليار دولار، بانخفاض عن مستوى العام الماضي بنسبة 33%، موضحا أنه مع ارتفاع النفط فوق 60 دولاراً للبرميل في لندن الأسبوع الجاري لأعلى مستوى في عام، ستولد الشركة تدفقات نقدية كافية لتغطية الاستثمارات وتوزيعات الأرباح.
مفاجآت غير سارة
وجلبت نتائج أعمال شركات البترول الكبرى مفاجآت غير سارة، وكان المستثمرون يتوقعون بعض الرياح الخلفية من تعافي أسعار الخام من المستويات التاريخية المنخفضة العام الماضي، ولكن الإغلاقات التي تسبب بها كوفيد-19 لا تزال تحبط مبيعات الوقود وهوامش المصافي، ولا يزال أغلب القطاع يلعب في وضعية دفاعية بدلا من الاستفادة من الظروف المواتية في السوق.
ولم تكن "توتال" محصنة ضد الأزمة، وأعلنت عن أرباح أقل في الربع الرابع في جميع الأقسام، بدءاً من الاستكشاف والإنتاج، إلى التكرير، والبتروكيماويات، والغاز، والطاقة.
ومع ذلك- في المقاييس الحاسمة- مثل نسب الاستدانة، كانت "توتال" متقدمة على نظيراتها، وكانت نسبة صافي الدين إلى حقوق الملكية 21.7% في نهاية ديسمبر، مقارنة بما يزيد على 30% لبعض المنافسين الأوروبيين.
وقال المحللون في "جيفريز" في مذكرة: في الربع المليء بنتائج الأعمال المتقلبة والتدفقات النقدية المحبطة لكبرى شركات البترول، قدمت "توتال" مجموعة أرقام جيدة.